أترارزة : أحلاف المال والأطر فى مواجهة مع أبرز نساء المخزن .. من سيكسب الرهان؟

تصاعدت وتيرة الحرب الإعلامية  الموجهة ضد وزيرة الشؤون الإجتماعية الناها بنت الشيخ سيديا خلال الساعات الأخيرة، بفعل الزخم الذى حازته داخل الولاية خلال الأشهر الماضية كأول سيدة تقارع كبار الفاعلين فى الساحة المحلية من أطر ووجهاء ، بدعم من أبرز الكتل الشبابية بمنطقة الثقل السياسى للولاية (مقاطعة بوتلميت).


 

عند المدخل الشمالى للمدينة المتخمة بالتاريخ والأطر(لقوارب) ، ضربت بنت الشيخ سيديا خيامها، وإليها زحف أكثر من ألف شاب من أبناء السطارة، وهم يتبادلون التهانى بحضورهم  للحفل الأكثر شعبية بالمدينة منذ عقود، بعدما حطت رمز الأغنية الصاعدة بالجارة الجنوبية السينغال بين ظهرانيهم لأول مرة،  فى مايشبه أحلام اليقظة للعديد من أبناء الجيل المعاصر.

 

أجلت بنت الشيخ سيديا حضورها المبكر للمدينة من أجل مشاركة أمهات التوحد فرحتهم بوضع الحجر الأساس لمركز الشيخ زايد  لأطفال التوحد، وأستمعت مع آخرين لملامح مشروع القرن بالنسبة للأمهات المكلومات بفعل إصابة فلذات أكبادهن بالمرض المزعج ، وسط آمال فتحت فى العهد الجديد لوضع عصى الترحال بين عواصم الغرب الفاخرة لكسر إرادة المرض، وافتكاك زهور البلاد من بين أنيابه الشريرة.

 

غير أن ليلة الثلاثين كانت حاسمة بالنسبة للصراع الذى أريد له أن يتمحور بين طبقة لاتريد أن تشيخ أو تستسلم للأمر الواقع، وجيل صاعد يتلمس مستقبله خارج أطر القبيلة، وهيمنة رجال الأعمال، وبقايا الأتظمة السابقة.

 

لم تصرف بنت الشيخ سيديا- كما يقول أنصارها- أوقية واحدة من مال الوزارة التى تدير، ولم تجلب معها مقعدا واحدا من مجمل المراكز التابعة لها، ولم تلزم عامل شاي بمرافقتها إلى روصو ولم تطلب من موظفى القطاع الذى تديره حضور المهرجان أو تأكيد الولاء فى ساعة العسر ، لكنها قررت - وهي المنحدرة من أسرة غير معدمة- انفاق بعض أموالها دعما للنظام الذى آمنت به، وأختارها من بين آلاف الكوادر داخل ولاية أترارزه، وهو اختيار دفعت ولاتزال تدفع ثمنه، حتى من أقرب الناس إليها، ببساطة كما يقول أنصارها لأنها أنثى فى مجتمع ذكورى لامكان فيه لغير منطق الأبوة والسن والخلافة وحسم الأمور وفق أعراف المجتمع وتقاليده.

 

ترجل بعض منافسيها فى الجولة الثانية من صراع الزعامة، بل قاطعوا الزيارة برمتها، بعدما سيروا مواكبهم فى الزيارة الماضية من أجل إجبار الرئيس على تغيير رأيه، وبرز منافسون جدد، يمتلكون من الوسائل مايصنع موقف المتذبذب، ويذكى حرب الشائعات، ويحول استقبال الرئيس إلى حرب أشقاء، يختار الممسكون بزمامها اصطياد الضحايا بكل الوسائل، للعبور نحو قلب الأمير، ولو بطرق غير أخلاقية وغير شريفة، فى تحريض جلى على النظام ورموزه وأعضاء حكومته، شعارهم الغاية تبرر الوسيلة، والحريق يجب أن يطال كل المساحات ليخلوا وجه الأمير لطالبيه من رجال الأعمال والمتقاعدين من أطر الدولة وبعض المنتخبين.

 

يجزم أنصار بنت الشيخ سيديا بأن ما أنفقه البعض لتغيير مواقف بعض الساسة وجلب بضعة أشخاص من خارج المدينة أكبر بكثير مما أنفقته لإعطاء صورة عن مجتمع واحد فرقه النهر، ويعمل الرئيس الحالى لتوحيده عبر مشروع القرن (جسر روصو)، ويؤكدون أكثر أن النظرة الدونية للشباب والإستهزاء بالأنشطة الموجهة إليه  فى عالم يمور بالإرهاب والمخدرات والفتن لن يثني الوزيرة وداعميه عن جعله محو اهتمامهم وعنوان حراكهم، ولن يفرض ممتهنوا الشائعات أجندتهم على الغير، ولو أختار البعض من أنصار النظام وأركان حكمه أن ينفخوا فى كير التحريض لإحراج الحكومة ومنع الأنشطة الثفافية بدعوى أن الأكل أولى، وكأن الجيل المعاصر هو جيل بطون، يسوقه رهبان إلى حظيرة الطاعة، ويحكمه شيخ قبيلة بأعراف ما قبل التاريخ!!.