أوكار : مقاطعة جاهزة مع وقف التنفيذ .. !

تشكل المنطقة الجغرافية الممتدة بين "ولاتة" الشرق" و" لعيون في الغرب، و"اعوينات أزبل" فى الجنوب، و"تيشيت" في الشمال أبرز فضاء تغيب فيه مظاهر الدولة، وتنعدم فيه ظروف العيش الكريم، وتتقاذف ساكنيه صحراء قاسية، وجهل مستقر بفعل انعدام المدارس والمحاظر، وغياب الاحتكاك بكل مظاهر الحياة العصرية، رغم مظاهر الطيبوبة البادية، والمساهمة الكبيرة في التنمية المحلية لإحتضانه أكبر خزان للثروة الحيوانية بالحوضين.

 

تحتضن المنطقة ثلاث مجالس محلية، وظلت إلي وقت قريب محرومة من التصويت في المجلس الرابع، رغم أن الآلاف من ساكنيها يتبعون إداريا لمقاطعة ولاته، البلدية التي تستفيد من تبعية القاطنين بأوكار لفضائها الضيق علي غير المتحكمين فيه، ويتمتع "النبلاء" فيها وحدهم بحق التصويت في المجلس البلدي في سابقة خطيرة بالعالم الثالث كله.

 

يري السكان أنهم تجاوزوا صفة المواطن من الدرجة الثانية بعد قرار الحكومة القاضي بمنح سكان "أوكار" التابعين لمقاطعة ولاته حق التصويت في المجلس البلدي 2010، لكنهم يتطلعون إلي ماهو أشمل من مجرد تصويت انتخابي يتحكم أصحاب القرار فيه بحكم ضعف الوعي السياسي وغياب التعليم ومظاهر التنمية.

 

تبلغ مساحة الفضاء المهمل أو "أوكار" أكثر من 300 كلم طولا، ويبلغ عرضه أكثر من 180 ، ويمتد من "تكورارت" في الحوض الشرقي، إلي "الكيل" في الحوض الغربي، ومن " اعوينات ازبل في مقاطعة جكني ، إلي "قرد ولد كمب" جنوب تيشيت بتكانت.

 

يحتوي الفضاء علي نقاط مياه بارزة تشكل تجمعات بشرية كبيرة أبرزها : "بوبريكه" و" أبير الصكه" و"أصبايه" و" تفنجيت" و"انواغبيريت" و" بوتزايه" و"أقنقس" و"امركبه" و"اخظورة" و"لكليه"، كما يحتوي قري كبيرة تشكل مراكز ثقل للمجموعات القاطنة فيه، وأبرزها : عاصمة بلدية نوالل، وعاصمة بلدية أطويل، وعاصمة بلدية أم الحياظ، مع تجمعات أخري كبيرة مثل "المظلوم" في الحوض الغربي، وأكدرنيت، وحاسي لعبيد، وأحماله والإغاثة...

 

تبلغ ساكنة الفضاء أكثر من 70 ألف شخص، بينها 15 آلف شخص بلغوا سن التصويت، وتصل نقاط المياه المتناثرة فيه أكثر من 130 نقطة مياه بجهود محلية، تصل بعض آبار النقاط إلي أكثر من 15 بئر في النقطة الواحدة، وفي الفضاء توجد عدة أماكن صالحة للزراعة، وأخري صالحة لتكون مناطق استقرار كبيرة، كما أن الطرق الموجودة فيها طرق صحراوية بعضها صعب، والآخر تعبره السيارات الصغيرة في كل اتجاه.

 

يدرك أغلب الإداريين ممن زاروا المنطقة – وهم قلة- واغلب الفاعلين السياسيين فيها – وهم كثر- أن الفضاء المذكور يستحق أكثر من مقاطعة، وأن حاجته إلي تكوين يعيد الأمل لساكنيه، وينصف ضحايا البيئة القاسية أمر قائم، ولكنهم يدركون أيضا حاجة المناطق ذات النفوذ المتصاعد إلي تقسيمه من أجل الاستفادة من الكتل البشرية المتناثرة فيه في أي استحقاق محلي، دون الاهتمام بأهمية انتشار الوعي والتحضر بين صفوف السكان، وحاجة أكثر من خمسة آلاف طفل إلي ولوج المدارس، والاستفادة من الخدمات الصحية المعدومة فيه، وإنشاء مشاريع تثبت أركان الدولة في صحرائها الشاسعة، لكن القرار يحتاج إلي إرادة جادة، وعزيمة قوية، وإنصاف يفتقد اليه اغلب من تعاقبوا علي حكم البلاد.

(*) سيد أحمد ولد باب / مدير زهرة شنقيط