نائب النعمة : استراتيجية النمو المتسارع مكسب ورهان يجب أن نفوز به (وثيقة)

قال نائب النعمة، البكاي ولد خو أمام الورشة الخاصة ببحث ‏الاستراتيجية الجهوية للنمو المتسارع و الرفاه المشترك للحوض الشرقي، إنه قد اختيرت ولايتنا من أجل أن تكون مجربة لهذه الاستراتيجية وبما أننا أول من يقود هذا الامتحان فإنه لا خيار لنا إلا النجاح.

وأضاف " ‏مسؤولياتنا كبيرة والآمال المعلقة علينا جسام وذلك ‏دون أن نستفيد من تجارب‏ ‏الآخرين ".

وتابع قائلا " نعلم جميعا أن ظروف هذا العمل لم تكن مثالية نظرا لجائحة كوفيد-١٩ وأيضا نظرا لأن لجنتنا الجهوية لم تبدأ الا في الحين ولم تحصل بعد على الوسائل المادية والبشرية ‏التي تمكنها من القيام بعمل كهذا استراتيجي بالنسبة لحكامتنا.

‏إن التقرير الذي بين أيدينا طويل ومفصل وقد حصلت بصفة غير رسمية على نسخة منه منذ أيام قبل هذا الاجتماع لذلك فإنني لم اشبعه دراسة وقد اختصرت على بعض الملاحظات و الاقتراحات التي أتقاسمها معكم ‏راجيا أن تؤخذ بالاعتبار في التقرير النهائي.

إن الجداول التي تعطي خلاصة الطلبات الاجتماعية لكل مقاطعة يجب أن تراجع حتى نتأكد مما نريد وحتى نضع طلباتنا في تسلسل الأولويات الذي نريد.

‏يقول التقرير إن غياب التشارك والتوزيع الحسن للمصالح الاجتماعية الأساسية بين البلديات في الولاية ، هذا الغياب يسبب ضياع الكثير من الجهود على المستوى الجهوي ولكننا نرى أن المشكلة ليست في التشارك وحسن التوزيع فحسب وإنما هي في انعدام ما يمكن تقسيمه أصلا؛ ‏فالموجود أقل من المعايير الدنيا المتعارف عليها والتي يحصل عليها السكوت.‏

وقال البكاي ولد خو " أي شروط يجب أن ناخذها في الحسبان من أجل تأمين المصالح الأساسية ؟ أهي السكان ؟ هل هي وفرة الماء الصالح للشرب أم الماء الصالح للإنتاج ؟‏
انه يجب مراجعة ملخصات الطلبات الاجتماعية لكل مقاطعة وذلك لأننا يجب أن نهدي السكان إلى الاختيار الأمثل بالنسبة لهم".

وقال النائب نقترح أن نقوم بمشاورات ‏واسعة نشرك فيها جميع الفعاليات قبل الاختيار النهائي.

التعليم:

إننا نقترح الرجوع إلى كل توصيات الدراسة التي قامت بها منظمة اليونسيف سنة ٢٠١٩ تحت عنوان: "التشخيص الاستراتيجي للتربية في ولاية الحوض الشرقي، موريتانيا".
التقرير الذي بين أيدينا يظهر أن مؤشرات جودة التعليم عندنا لاترقى إلى المستوى المطلوب وهي متدنية وتحت المستوى الوطني، الضعيف أصلا، سواء في ذلك معدل الالتحاق الإجمالي بالمدارس، أو التسرب المدرسي، أو مستوى النجاح في الباكالوريا إلى آخر القائمة.

هناك مظهران لم يشر إليهما التقرير ويستحقان منا اهتماما خاصا ألا وهما العلاقة بين الفقر والفشل المدرسي ثم ضرورة توفير المطاعم للتلاميذ المتمدرسين بعيدا عن أسرهم.

يبقى أن نقول إن الحاجة ماسة -والضرورة ملحة - إلى سلك من التعليم الجامعي وإلى المدارس المهنية (زراعة، بيطرة، إلخ) ولو لم تكن حجتنا إلا أننا الولاية الأكثر سكانا و الأبعد عن العاصمة لكفى!

‏الصحة:

‏إن المتاح من مصالح الصحة ضعيف جدا وهناك عجز ونقص في البنى التحتية وفي الموارد وفي التجهيزات كما في الأدوية.

-يقول التقرير إن هناك "نسبة تغطية مقبولة تبلغ ٨٠٪؜" وهنا وجب شرح هذا المفهوم المخادع حتى نرى ما يخبيء وراءه؛ فهل نعتبر أن وحدات الصحة القاعدية البسيطة يمكن دمجها في هذا المضمار واعتبارها تغطية صحية تستحق هذا الوصف؟.

المياه:

-يجب أن نوضح معنى "نسبة الولوج إلى الماء الشروب"؛ ما هو المراد بهذا المفهوم؟ هل هو مجرد وجود بئر؟ هل هو وجود حنفيات؟ هل فيه ما يدل على جودة المياه وصلاحيتها للشرب؟

يقول التقرير إن نظام تسيير شبكة المياه في الوسط الريفي وشبه الحضري المعتمد على استرجاع المصاريف من المستهلكين يمكن تطبيقه في الحوض الشرقي، غير أنا ننبه إلى أن الإشكال عندنا يتمثل في الضعف الشديد لمداخيل السكان.

التنمية الحيوانية

‏نحن الولاية الأولى من حيث كثرة المواشي وأهمية تربية الحيوانات، ‏ولكن ما هي مردودية ذلك بالنسبة لنا؟‏
أما آن الأوان أن نقدم مقترحات من أجل عصرنة تربية المواشي عندنا ؟
وأين نحن من المشاريع على المستوى الوطني ؟

كلها تساؤلات لابد ان نجيب عليها من خلال هذه الدراسة ؛ وفي الحقيقة فإن هذه الدراسة لا تشفي الغليل ولا تجيب على ما عندنا من المشاكل والتساؤلات !
ان التنمية الحيوانية ‏مهمة عندنا ولا يمكن أن نمر عليها مر الكرام فهي من الأولويات لأنها تساعد في تخفيف الفقر على الناس.

الزراعة:

‏ نقول عن الزراعة مثل ما قلنا عن التنمية ؛ انه يجيب علينا تعميق الدراسة والإتيان بمشاريع طموحة تكون على مستوى ما نصبو إليه لولايتنا.
‏البيئة والموارد الطبيعية
‏إن التقرير لا يتطرق بما فيه الكفاية لدراسة ظاهرة التصحر عندنا .
أليس من المفيد أن نقوم بغرس الأشجار لتوقيف زحف الصحاري؟
ألسنا بحاجة إلى هذا من أجل خلق فرص أعمال جديدة للعاطلين وكذلك من أجل محاربة الفقر؟
لما ذا لم يتطرق التقرير إلى مشروع السور الأخضر ؟
وأين التنوع البيولوجي؟
‏ملاحظة عامة :
انه يجب علينا أن نناقش كل هذه المشاريع البلدية وأن نناقش أيضا الأولويات المقررة في يونيو الماضي وينبغي لنا أن نطالب للمجلس الجهوي بميزانية تمكنه من القيام باكتتاب استشاريين للنظر في هذه المشاريع وتصحيحها عند الضرورة وينبغي لنا كذلك أن نؤكد على أن هذه المشاريع الأولية ليست نهائية ‏وإنما يمكن للمجالس البلدية الرجوع إليها وتصحيحها أو اقتراح مشاريع أخرى بدلها ، فمثلا مشروع شراء أفران ومبردات تعمل بالطاقة الشمسية هذا مشروع يجب أن يكون عاما على كل المقاطعات .
يبدو لأول وهلة أنها مشاريع لم تنضج بعد وقد صيغت على عجل لذا ينبغي فحصها والنظر في تكاليفها حتى لا يكون التقدير خاطئا.

وفي المحصلة،

فإنه ينبغي علينا أن نراجع الأولويات ونكون طموحين من أجل ترقية كل ولايتنا وذلك بالنظر فيما يمكن أن نحققه من أهداف التنمية المستدامة .
‏إن إنشاء قطب اقتصادي يبقى مطلبا مستعجلا بالنسبة لنا وذلك من أجل خلق فرص للعمل وخلق نشاط قادر على إخراج الولاية من الفقر وتمكينها من النمو الاقتصادي.
‏فالشراكه بين القطاع العام والقطاع الخاص التي نصبو إليها هي شراكة تكون الدولة فيها مقدمة للعون والتمويل والإرشاد حتى تنجح المشاريع ثم تنسحب الدولة من بعد ذلك ( لأنه ‏ليس لها أن تمارس التجارة ولكن بدون مساعدتها فلن يكون هناك أي نجاح).
‏إن محاربة الفقر هي أولوية الأولويات عندنا ويجب التنبيه على أن الأرقام الرسمية الحالية لا تعبر عن حقيقة مدى الفقر في ولايتنا ولذا وجبت مراجعتها، كما نطالب بفتح شباك للضمان الاجتماعي في الولاية لكي يقوم بإحصاء المعوزين والتكفل بهم.