أما حب الإنسان بلده ومسكنه وقومه وعشيرته فهذا حب فطري وليس صفة للمواطنة ، إنما المواطنة علاقة بين الفرد والدولة بموجب القانون حسب بعضهم وتتمثل هذه العلاقة في الحقوق والواجبات لكل من الفرد والدولة.
فما هي إذن حقوق الفرد على الدولة وحقوق الدولة على الفرد ؟
وما هي أبرز الحقوق المستوفات من طرف سكان مدينة اعوينات الطل ؟
وهل أخل سكان هذه المدينة بواجباتهم اتجاه الدولة حتى بات يسخر ويتهكم عليها كل من تنافس على المناصب الإنتخابية (النواب) على مستوى مقاطعة الطينطان وبلدية لعوينات في كل موسم انتخابي منذ عشرات السنين ؟
قد تتطلب الإجابة على كل هذه الأسئلة الكثير من الوقت والتحليل ولكننا سنحاول أن ناتي على الأقل بشيء من ذلك ولو يسيراً.
ولعل من أبرز حقوق الفرد على الدولة مساواته لجميع أفراد الدولة وحقه في حرية التعبير وحمايته داخليا وخارجيا من جميع الأخطار وحصوله على جميع الخدمات الضرورية لتوفير عيش كريم ومحترم .
ومن أهم هذه الخدمات وأجلها وأكثرها إلحاحا بالنسبة لساكنة هذه المدينة اليوم أعني عاصمة بلدية اعوينات الطل هو الحصول على الماء الشروب ، صحيح أنه مطلب بدائي لكنه المطلب القديم الجديد الذي بذل فيه وجهاء المدينة الغالي والنفيس ، فكم مرة أودعوا طلباتهم الجهات المعنية حتى أملوها ، بعد ذلك أخذوا يبحثون عن طريق آمن وسريع لتصل طلباتهم هدفها ولكن هيهات ، وذلك لما أصاب البعض منهم من ضرر نتيجة استعمال مياه المستنقعات في بعض فصول السنة رغم التحذيرات التي تتكرر على مسامعهم من الإعلام الرسمي من خطر تلك المستنقعات وعلمهم بذلك لكن ما البديل ؟ مكره أخاك لا بطل .
وعلى غرار ما يحدث في المدن المجاورة غير البعيدة من إنجازات جبارة ثم الحصول عليها بوعود مسبقة من طرف سياسيين تنافسوا على المنطقة أو عن طريق تمثيل ذي وزن في الحكومة ، أخذ سكان هذه المدينة العهود والمواثيق في مواسم انتخابية ليس أولها الموسم الإنتخابي الأخير الذي أخذ فيه كل من ممثلي الحزب ومرشحيه للنيابيات في مقاطعة الطينطان العهد على أنفسهم بتوفير المياه الشروب لهذه الساكنة وتغطية شبكات الإتصال وذلك قبل الإقتراع .
ولعل مدينة اعوينات الطل عاصمة البلدية الوحيدة وطنيا خارج تغطية شبكات الإتصالات الثلاث.
ولم يتذكر سكان المدينة أن آل عرقوب كلهم يعيشون بين ظهرانينا في وطننا الحبيب وكلهم يمارسون السياسة .
وعدت فكان الخلف منك سجية مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
محمد ولد الطالب
فعلى من تقع مسؤولية كل ذلك ؟