غزوانى رئيسا لموريتانيا : آفاق التعايش ومخاطر الصدام (*)

قال الكاتب الصحفى سيد أحمد ولد بابه إن مستقبل العلاقة بين الرئيس المنتخب، محمد ولد الغزواني، والرئيس المنصرف، محمد ولد عبد العزيز، هو أبرز الأسئلة المطروحة بإلحاح في الساحة المحلية، بفعل المخاوف من الصدام المبكر بين الرئيس المسؤول عن تسيير البلد بحكم الانتخاب ونصوص الدستور، والرئيس الممسك فعليًّا بأغلب دوائر صنع القرار، بحكم حضوره الطاغي في المشهد خلال العشرية الأخيرة.


وقال ولد باب فى مقال نشره بمركز الجزيرة للدراسات إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز  تمكن خلال فترة وجيزة من" تأمين وصول رئيسين لقيادة البلد، هما: سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله 2007-2008، ومحمد ولد الغزواني، 2019، والإطاحة برئيسين هما: معاوية ولد الطايع، 2005، وسيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، 2008، وتسيير رئيسين من وراء الستار، وهما: اعل ولد محمد فال، 2005-2007، وبا أمباري من أبريل/نيسان 2009 أغسطس /آب 2009، مع تأمين فترتين رئاسيتين لنفسه.

 

وحول العلاقة المحتملة بين الرئيس المنتخب محمد ولد الغزوانى والمعارضة الموريتانية قال الكاتب الصحفى سيد أحمد ولد باب إن ولد الغزوانى رغم توليه مقاليد الأمور في المؤسسة العسكرية والأمنية خلال السنوات العشر الماضية، لم يُعرف عنه، توجه نحو الصدام المباشر مع المعارضين للحكم الذي كان أحد أبرز رموزه وأدواته التنفيذية، بل إن البعض كان ينظر إليه باعتباره رجل الإطفاء داخل التوليفة العسكرية الحاكمة منذ انقلاب 2005، بحكم تربيته الصوفية، وتوليه أدوارًا استخباراتية مكَّنته من معرفة المجتمع وفهم أنجع الطرق الملائمة للتعامل معه، وحرصه على استمرار النظام في بلد انتهت فيه أنظمة عسكرية ومدنية بفعل جنوحها للقمع ومحاولتها فرض نفسها بقوة الحديد والنار.

وختم بالقول "رغم أن التركة ثقيلة والخلاف بين المعارضة الإسلامية المتصدرة للمشهد ونظام الرئيس، محمد ولد عبد العزيز، بلغ أوجه خلال الأشهر الأخيرة، ومع ظهور قوى زنجية مصنفة تاريخيًّا ضمن دائرة المعارضة العنيفة، بفعل تركة المواجهة بينها وبين الأنظمة منذ الرئيس، المختار ولد داداه، إلا أن البعض لا يزال لديه أمل بأن يكون انتقال السلطة من محمد ولد عبد العزيز إلى رفيقه، محمد ولد الغزواني، فرصة للدخول في حوار مباشر مع المعارضة، وإنهاء القطيعة بين الأطراف السياسية داخل البلد".

 

(*)  للإطلاع على المقال اضغط هنا