قال المفكر الموريتاني المقيم بالدوحة محمد ولد المختار الشنقيطي كتاب الدكتور وائل حلاق من الكتب المربكة في كتاباتها، لأنه ينقصه التماسك المنطقي، ووضوح الأطروحة، لقد شمل الكثير من النقد السلبي للغرب، دون تقديم بديل اسلامي للواقع القائم حاليا.

 

وأضاف في تعليقه علي الكتاب ضمن برنامج "أفكار وأسمار" الذي يقدمه الصحفي أحمد فال ولد الدين، إن قيمة الكتاب في عنوانه المثير، وليس في الفكرة المطروحة أو تماسك الأطروحة، لأنه ينطق من بعض المصادرات والمسلمات، كفشل الحضارة الغربية المعاصرة واستحالة الدولة الإسلامية.

 

ورأي الشنقيطي أن الكتاب حمل الكثير من النقد السلبي للغرب دون تقديم بديل اسلامي، وهو يحتوي علي رفض اديولوجي – كما هو واضح في اغلب كتبه-، مبني علي النزعة اليسارية مابعد البنيوية، لأنه اطلع اطلاعا واسعا علي ما انتقد به الغربيون الغرب، فجمعه في كتاب وتقدم به للناس.

 

وتابع الشنقيطي قائلا  إن الإشكال الرئيسي الذي حاول تقديمه الكاتب – ولم يفلح فيه – هو تقديم القيم الأخلاقية التأسيسية أو"الفوق السياسية"، فهو يري أن المجتمع الغرب أصبح إلي حد بعيد مبني علي قيم تعاقدية تسود فيها النفعية والنسبية، ولم تعد قيم مطلقة، من غير مرجعية – وهو أمر صحيح-، لكن السؤال  هل يمكن أن تبني حياة الدول علي الأخلاق فقط؟ أين القوانين والمؤسسات؟. مؤكد أن الأخلاق وحدها لاتبنى الدول، وأنه من الضروري نقل جانب من الأخلاق من دائرة الالتزام إلي دائرة الإلزام، وهو أمر تجنبه الكاتب في عرضه.

 

واعتبر الشنقيطي أن الكتاب ليس كتاب أخلاق أو كتاب فكر سياسي أو كتاب في الدراسات الإسلامية، بل هو تلفيق من هذا وذاك، وهو حنين لمثقف الشرقي، خاب ظنه في القيم الغربية، وبات يحن إلي بعض التقاليد الشرقية، وبعض الروحانيات رغم أنه غير مسلم.

 

كما أنه يحاول أن يظهر أن الشرق العربي مايزال لديه مايمكن تقديمه للغرب وحضارته غير المقنعة له.

وعن لغة الكتاب قال إنها لغة أخلاقية وعظية أكثر منها لغة علمية.