ولد أوداعه يحرج الدولة ويعرض بمصداقية الرئيس

جمعة, 03/06/2015 - 12:54م

شكلت تقارير المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم بموريتانيا محمد عبد الله ولد أوداعه حول الواقع الفعلي للإضراب، وضعف تقديره للمخاطر الناجمة عن تلويح عمال نوذيبو بالدخول علي الخط نكسة كبيرة لمصداقية الرجل في الأوساط الحكومية، وعرض سمعة الرئيس للخطر.

 

ولد أوداعه - الذي اعتمد علي بعض أقاربه ، وقلة من العمال المخلصين له – ظلت تقاريره تتهم العمال المضربين بأنهم حفنة صغيرة من المشاغبين المدفوعين من قبل أحزاب المعارضة الموريتانية، وخصوصا حزبي اتحاد قوي التقدم وتواصل، دون تقدير جدي أو صادق لمستوي الاحتقان الذي تمر به الشركة بفعل سوء تسييره، وعلاقته غير الجيدة مع مجمل العاملين معه، وضعف التأثير الذي تميز به من بين مختلف المدراء الذين تولوا قيادة المؤسسة خلال الفترة الأخيرة.

 

الرئيس محمد ولد عبد العزيز أخذ معطيات الرجل باعتبارها تقارير ادارية موثوقة، وعلي أساسها بني موقف الحكومة من الإضراب، باعتبار أن مايجري حالة عابرة سيتم تجاوزها، وظلت تقارير الرجل تغري الرئيس في تشديد موقفه، علي أساس أن الإنتاج لم يتأثر، وأن الشركة تفي بكل التزاماتها الخارجية بشكل سلسل رغم صراخ المضربين في وسائل الإعلام والشارع.

 

ولم يعتمد ولد أوداعه علي مغالطة الرئيس فحسب، بل استهدف والي الولاية بعد الرحمن ولد خطري الذي استشرف الوضع الصعب، وحذر من شل الشركة مالم تذهب الإدارة إلي حوار جدي ومباشر مع العمال المضربين.

 

موقف صعب حط فيه المدير رئيسه، ومصداقية الأخير مهددة في ظل عجزه عن احتواء الموقف المتصاعد في الشمال، بينما يحاول الأول تدارك الموقف من خلال رمي الكرة في سلة الحكومة، والاختفاء عن العاصمة، والاستنجاد بأوراق الحماية التي أحسن استغلالها طيلة الفترات الماضية بحكم موقعه الوازن، وتحالفه القوي مع بعض رجال الأمن الفاعلين في السلطة، وبعض الأوساط الاجتماعية المقربة من رئيس الجمهورية كما يقول أنصار المدير .

 

وبغض النظر عن مآلات الأمور فإن المدير العام للشركة وضع الدولة في موقف صعب، وعرض مصالح البلد العليا للخطر، واهدر الكثير من الوقت والمال، والأكثر أهمية هو أنه عرض بمصداقية الرئيس، وحوله من طرف ينشد المضربون تدخله لفك الإشكال القائم، إلي متهم بالوقوف خلف الأزمة الجارية بكل تفاصيلها.

 

وتبدو الخيارات أمام الحكومة محدودة، اما قمع عنيف للعمال دون ضمان العودة للعمل، أو الاستجابة لشروط الشغيلة عبر التفاوض المباشر، وانهاء العنجهية التي ميزت الشهر الأول من الإضراب بعد أن صدق الجميع تقارير المدير المهزوم نفسيا بفعل قوة الفاعلين في الساحة النقابية، والصبر الذي أبان عنه عمال الشركة المضربين.