لماذا لايتم ترشيح ولد منصور لمنصب رئيس الجمهورية؟

تمر المعارضة الموريتانية بمرحلة صعبة من تاريخها، بفعل الخلاف القائم حول المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وعجز الأطراف الفاعلة فيها عن الاتفاق على مرشح مشترك لقيادة المرحلة القادمة.

وفى ظل حسم الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز لمرشحها لمنصب رئيس الجمهورية (الفريق أول محمد ولد الغزوانى) ، تبدو المعارضة الموريتانية بحاجة إلى مرشح يحمل هموم الآلاف من شبابها، ويحقق لها ذاتها، وتواجه به السلطة ومرشحها، بغض النظر عن موازين القوى المفترضة، وتوحد به صفوفها ، بعد أن فرقتها الخيارات المطروحة.

 

وفى ظل تغييب زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه، بفعل عامل السن المنصوص عليه ضمن أحكام الدستور ، تبدو الحاجة ملحة إلى زعيم جديد من رحم المعارضة، مع البحث عن معايير جديدة لاستقطاب الناخبين،وتتويج المسار الرافض لحكم الجيش أو رموزه خلال العشرية الأخيرة.

 

ويعتبر ولد منصور أبرز مرشح لقيادة المعارضة فى الوقت الراهن، بحكم رصيده المعارض للأنظمة طيلة العقود الأربعة الأخيرة، وقيادته لتحالف المعارضة فى نواكشوط خلال الانتخابات الأخيرة، مع امكانية ملأ الفراغ الناجم فى منطقة أترارزه، فى ظل غياب رمزها الأبرز خلال العقود الثلاثة الماضية ( أحمد ولد داداه)، وإمكانية جذبه للآلاف من الشبان الراغبين فى خطاب مقنع، ورمز لم يتطلخ بالتسيير، وقيمة اعلامية وفكرية لها وزنها داخل الساحة الموريتانية.

 

كما أن جميل ولد منصور يظل – رغم غيابه عن قيادة الحزب – أبرز رموز حزب "تواصل"، وأكثرهم قدرة على الإقناع، مع علاقة وازنة بمجمل الطيف السياسى المعارض بموريتانيا.

 

وفى ظل غياب أي خيارات داخلية، واعتراض أبرز الأحزاب المعارضة على مرشح من خارج الطيف السياسى ( تكتل القوى الديمقراطية وحزب عادل وجمهور كبير من قيادة تواصل) يكون ولد منصور هو الحل الأمثل للمعارضة الموريتانية، والخيار الأسلم لها فى مواجهة ليست بسيطة مع وزير الدفاع رجل المؤسسة العسكرية الصاعد محمد ولد الغزوانى.