رئيس البرلمان : التعاون طريقنا لتأدية الواجب بأمانة واحترام للآخر

قال رئيس البرلمان الشبخ ولد بايه " إن الديمقراطية تفرض وجود أغلبية تحكم ومعارضة تراقب وتقترح، فعلينا أن نتعاون على خلق جو ملائم لتأدية كل منا لدوره بأمانة واحترام للآخر".

وأضاف فى كلمة وجهها لنواب الجمعية الوطنية خلال اختتام الدورة البرلمانية " إن علاقتنا بالحكومة يجب أن يطبعها الانسجام بين سلطتين - من بين سلطات الجمهورية الثلاث - تقضي القوانين والأعراف الديمقراطية بضرورة تعاونهما وتكاملهما خدمة للصالح العام.

ويجب أن نستحضر دائما أن المساس بالأشخاص وأعراضهم دون دليل، بغض النظر عن كونه فعلا يجرمه القانون ويفتح على صاحبه أبواب المتابعة القانونية، فهو كذلك - وهو الأخطر - يترك جراحا قد لا تندمل في حياة أطفالٍ وأُسر أبرياء، ويشيع ثقافة الفُحش والتنابز والتخوين".

وتابع قائلا " فعلينا، أيها النواب، أن نبتعد عن أساليب الاتهام دون دليل، وأن نبتعد أكثر عن المساس برموز الدولة ومرجعياتها لكونها تستند إلى نفس الشرعية التي نستند إليها وهي إرادة الناخب الموريتاني الذي منه نستمد مبرر وجودنا هنا تحت هذه القبة الموقرة.

وعلينا التعاطي مع أعضاء الحكومة بتقدير واحترام باعتبارهم مكلفين بعمل عمومي، وأن تظل القوانين والنظم والأعراف الديمقراطية النبيلة هي الحَكَم في العلاقة بين النائب والوزير بعيدا عن المهاترات العقيمة والاتهامات التي لا يعززها دليل".

كما وجه الخطاب لأعضاء الحكومة قائلا " وعلى الوزراء كذلك أن يدركوا أنهم ملزمون باحترام وتقدير نواب الشعب، صاحب السيادة، وأن يعلموا أن التعاطي بإيجابية مع المشرّعين - بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية ومواقعهم السياسية أغلبية كانوا أو معارضة - هو أفضل طريق إلى نجاح البرنامج الحكومي الذي لن يتأتى إلا في مناخ من الانسجام والتفاهم والتكامل بين الحكومة والبرلمان".

وتابع ولد بايه خطابه قائلا " إنكم - لا شك - تدركون أن الديمقراطية هي، بالأساس، ثقافة وممارسة وتراكم واعتراف بالآخر وقدرة على تدوير الزوايا وإدارة الاختلافات.

إن عليكم الإسهامَ بجهدكم - كمنتخبين وشخصيات مرجعية مؤثرة- في إرساء ثقافة السلم والوئام بين كل مكونات مجتمعنا. فكم من دولة كانت أقوى عسكريا واقتصاديا، قياسًا بدولتنا الفتية، انهارت وفشلت بسبب انهيار السلم الأهلي فيها نتيجة الجري وراء سراب إمكانية الوصول إلى أعلى درجات السُلَّم قبل المرور بالعتبات الأولى.

إن لكم دوراً بالغ الأهمية في إفشاء الثقافة الديمقراطية في المجتمع، وإشاعة قيم ومُثُل الإخاء والتسامح وقبول الآخر، وهي قيم حث عليها ديننا الحنيف وتعايش باحترامها الموريتانيون عبر القرون، مما يؤكد أن أساليب ومفاهيم الكراهية والعنف والتطرف ظلت غريبة على مجتمعنا عبر تاريخه ولن يقبل بوجودها اليوم حيث لا مكان إلا للإخاء والانسجام والتضامن".