شكل اجتماع مجلس حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض (تواصل) فرصة للقيادة الجديد من أجل إزاحة الرجل القوى بالحزب الشيخان ولد بيب من القيادة، ليكون بذلك أول قائد يغادر منصبه بعد سنة واحدة من اختياره.
ولم يصدر أي تبرير للخطوة من قبل قيادة الحزب، لكن الخطوة غير مفاجئة بحسب متابعين للحزب الاسلامى المعارض، والذى تميز بحركية كبيرة وتفاعل بين رموزه مع مجمل المتغييرات المطروحة داخل الحزب وخارجه.
وكان شيخانى ولد بيب قد تصدر المشهد باعتباره المرشح الأبرز لخلافة الرئيس السابق للحزب محمد جميل ولد منصور، لكن جرت الرياح بعكس المتوقع، وخسر ولد بيب الرهان لصالح الرئيس محمد محمود ولد سييدى، مكتفيا بتدوينة حملت بعض العتب على رفاقه داخل القيادة، وانسحاب من مبكر من السباق على منصب الرئيس.
تم اختيار الشيخان ولد بيب كنائب أول للرئيس بعد المؤتمر ، ضمن فريق يفتقد معه الانسجام، ويتباينون الرؤى فى العديد من القضايا، لكنه ظل محكوما بأدبيات الحزب المعارض، متمسكا برؤيته للعديد من الملفات المطروحة للنقاش، مكملا تصدره للمشهد داخل الحزب بعد انتخابه نائبا لرئيس الجمعية الوطنية.
يرى بعض رموز الحزب أن إقالته من منصبه بعد توليه قيادة البرلمان معقولة، وأن غيره أولى بالمنصب للتفرغ للعمل الحزبى، لكن تجربة الحزب السابق تقول عكس ذلك، حيث رفض الحزب أكثر من مرة استقالة نائب رئيس الحزب السابق محمد غلام ولد الحاج من منصبه كنائب رئيس للحزب ومن منصبه كنائب لرئيس الجمعية الوطنية.
ورغم الآثار المتوقعة لخروج أحد أركان مؤسسة الرئاسة من منصبه قبل سنتين من انتخابه، فقد تكون الخطوة مفيدة للتعايش داخل المؤسسة الرئاسية، وإدارة الحزب من قبل نخبة تشترك فى الرؤية ، بعيدا عن منطق التصادم بين الرؤى والمشاريع، وهي مفيدة كذلك لرجل يمكنه أن يقود بجدارة، لكنه يصعب عليه أن ينقاد بسهولة لما لايعتقد برجحانه، أو التكيف الأمور لتسيير المشترك دون تحمل للمسؤولية أو استشعار لقيمة الأمانة السياسية للمنصب الذى أختير من أجل تسييره.