من الطبيعي بل من الواجب على بعض إخواننا قبول التعدد في بعض الأمور والقضايا الحساسة التي تم اختطافها في بعض الظروف وجُعلت محرقة جديدة حُصّن التحدث باسمها لفلان وعلان من الناس،
ولعلي في ذلك أورد بعض الملاحظات:
1 - أولا أننا في مجتمع قبلي والقبيلة فيه تنوب عن الدولة في كثير من الجوانب الاجتماعية والإسلام أناط بالرحم الصلة وبالعاقلة الدية وصرح القرآن الكريم قائلا ( وقبائل لتعارفوا ) وحِفظُ الانساب من العلوم التي دأب الأشياخ على تعليمها للناس وكانت ميزة لأبي بكر رضي الله عنه .
فلست في وارد الحرج ولا الهروب من واقع مجتمعي بل علي تثمين صالحه وتقويم معوجه.
2 - أعتقد أن من الظلم الغمز في القناة القبلية لبعض المناضلين وكأنهم كانوا يوما من الايام أسرى تفكير قبلي أو أسري ؛ بل شهادة لله ثم للتاريخ أن أهل تواصل من جميع الجهات والقبائل والبيوتات عملوا بكل إخلاص وتواضع وبذل بدون حساسية ، وأكبروا وخدموا تحت إمرة كل من عين عليهم مسؤولا. ودخلوا في معارك مشهودة مع ذويهم والأقربين منهم دفاعا عن انتمائهم ومشروعهم لذلك فإنني لا أفهم ردة الفعل والحساسية المفرطة لدى البعض عند إيراد ذكر الأسر صغيرة كانت أم كبيرة وقد أخلص ابناؤها وضحوا في الحزب بنكران للذات واستبسال في مصلحة الحزب!
3 - المكانة الاجتماعية أمر مكتسب ومتوارث في تاريخ المجتمعات ولا يمكن القفز عليه كميزة حفظ الاجتماع البشري لأهلها مكانة (دنيوية) يقدرهم الناس بها لا تعني أفضلية في الدار الآخرة ولا ميزة أمام القانون، وعند توزيع الحقوق، فلم يكن الناس في أي حال سواسية في التأثير لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أعز الاسلام بأحد العمرين، أكرموا عزير قوم ذل، وحتى في الديمقراطيات الكبيرة لم تمح المجتمعات المتقدمة ما لتك الأسر النبيلة في فرنسا واللوردات في بريطانيا وآل غاندي لهم مكانة في الهند متوارثة.
4 - الذي عليه العمل في الأحزاب ومنها تواصل هو المراعاة المركزية أوان الترشيحات وحتى في التعيينات في الوظائف الرسمية والحزبية للتنوع العرقي والقبلي والجهوي وتلك عين القيادة الساهرة على التوازن المطلوب وكانت تفعل ذلك بدون وصاية ولا اقتراح من أحد ولكن ما أختلف فيه شخصيا مع البعض هو كوني أعتبر ذلك التمثيل يحصل بأي منتسب لتلك الدائرة الاجتماعية، لان الشرائح هي جزء من قبائل وجهات يحصل التمثيل بأفرادها ويناب عنهم،
من هنا فإنني أفرق بين مهمة القيادة في مراعاة التنوع والعدل في الفرص الذي يمارس بحكمة مركزيا من خلال الخطط والبرامج والقرارات الإدارية وبين أن يشجع كل فرد من تلك الشرائح داخل الحزب ، وهو ماتم في الماضي على أن ينخرط في الخطاب الشرائحي والفئوي وإشعاره بأنه بذلك يحسن صنعا ويفتخر بالنسب الذي وردت فيه الأحاديث
علينا إذا بعد أن بلغ ذلك الخطاب مبلغه أن نرجع إلى الرشد في الطرح والبحث عن تحديث وتطوير للمجتمع يرتقي به منسجما متراصا لا متفرقا متناحرا.
محمد غلام الحاج الشيخ