شكلت النتائج الأولية لانتخابات فاتح سبتمبر 2018 هزة بالغة التعقيد داخل مسعكر الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، بعد أن أنتقل الصراع من معسكر الحكومة والحزب ، إلى الحكومة والرئيس وأصدقاء الرئيس.
ورغم تراجع الحزب الحاكم فى أكثر من دائرة وصعود المعارضة فى دوائر ظلت خارج حسابات الممسكين بزمام الأمور فى الأغلبية الداعمة للرئيس، إلا أن نتائج الشمال كانت بالغة التأثير فى معسكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بعد تعرض أبرز أصدقاء الرجل لما أسماه بالخيانة، وتداول تقارير سياسية وأمنية عن تخطيط أرفع مسؤول فى الجهاز التنفيذى للإطاحة بمن رشحهم الرئيس ذاته فى دوائر الشمال الثلاثة (تيرس الزمور/ نواذيبو/ آدرار).
رجل الشمال النافذ وصديق الرئيس المقرب الشيخ ولد بايه لم يتردد فى توجيه الاتهام للرجل الذى أحيلت إليه إدارة البلد فى لحظة مفصلية من تاريخه، واصفا ماحصل فى الشمال من تعثر بأنه نتيجة " نيران صديقة"، متجاهلا حراك معارضيه فى عروس الشمال.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن الرجل كان يشير إلى دور بالغة التعقيد لعبه الوزير الأول يحي ولد حدمين خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة من أجل الإطاحة بنخبة الشمال المحيطة بالرئيس والقصر، مستغلا مركزه التنفيذى وعلاقاته داخل كبرى الشركات الوطنية (أسنيم).
وتذهب المصادر إلى القول إن الراحة التى أخذها ولد حدمين فى نواذيبو بداية أغشت 2018 كانت لحشد الدعم لمشروعه، وإن الصراع الذى دار فى نواذيبو وتيرس الزمور وبير أم أقرين وأطار وشنقيط كان الهدف منه إسقاط خيارات الرئيس محمد ولد عبد العزيز و العمدة الشيخ ولد بايه ورئيس الحزب الحاكم سيدى محمد ولد محم، وإعادة خلط الأوراق قبل تشكيل الحكومة المقبلة، والدفع باتجاه تصعيد يعيد إليه بعض الإعتبار ، ويبقيه فى المشهد بعد انتخابات سبتمبر 2018، مع تحقيق أبرز أحلامه السياسية، وهو تحطيم ثنائى الحزب الحاكم (بايه وولد محم )، بعدما أخرجوه صفر اليدين من ترشيحات حزب هو أحد قادته ومنظريه المفترضين.
وتعيش الساحة المحلية بالشمال على وقع خلاف متصاعد بين رموز الأغلبية فى موريتانيا، تم إخماده بقوة التصويت فى "شنقيط" و"أطار" و"وادان"، بينما تشكل أزويرات ونواذيبو أبرز محطاته المقبلة.
وترى أوساط مقربة من دوائر صنع القرار بأن الرجل الذى صوت له أكثر من سبعة آلاف شخص 2013، تعامل مع الأمور بمنطق الواثق من الفوز، لكن لم يتوقع أن يكون أقرب الموظفين لصديقه هو من يتولى حفر قبر حزب راهنوا جميعا عليه خلال الأشهر الأخيرة.