تعيش مناطق واسعة من الشرق الموريتاني هذه الأسابيع علي وقع مخاوف كبيرة بفعل شبح الجفاف المخيم علي أجزاء واسعة من البلاد، وضعف الاهتمام الحكومي بأوجه التنمية في المنطقة الشرقية عموما،وسط آمال بتجاوز النظرة المزرية التي يتعامل بها صناع القرار بموريتانيا مع مشاكل التنمية في الحوضين ولعصابه.
ويدرس الرئيس محمد ولد عبد العزيز – كما هو رائج حاليا- امكانية زيارة المناطق المنكوبة من موريتانيا الأعماق خلال الفترة القادمة من أجل تدشين بعض المشاريع أو أشباه المشاريع التي تنفذها بعض القطاعات الوزارية من وقت لآخر، وتحريك الساحة السياسية المحلية قبل انتخابات نوفمبر 2015.
غير أن مطالب التنمية بالمنطقة الشرقية، ومستوي الملفات المطروحة علي الطاولة تقتضي من الرئيس اتخاذ قرار تاريخي بالفعل، وارسال أعضاء الحكومة دفعة واحدة – برا- إلي الحوضين من أجل العيش لبعض الوقت بين تلك المناطق المنكوبة، وعقد اجتماع وزاري موسع باحدي المدن الرئيسية في المنطقة (النعمة أو لعيون) من أجل ارسال رسالة ودية للسكان المحليين بأن الحكومة مهتمة بمشاكلهم بالفعل، واتخاذ قرارات ملموسة يمكن تنفيذها في المرحلة الحالية، من أجل الرفع من الواقع المعيشي للسكان ودمجهم في الحياة النشطة.
ورغم أن البعض يشكك في امكانية الخطوة ، إلا أنها ستكل انفراجا في الصورة النمطية التي يتداولها الآلاف عبر القري والأرياف للمخزن الحاكم بموريتانيا، وعقلية النخبة التي تتولي ادارة البلد منذ استقلاله عن فرنسا 1960.
وسيكون القرار مهما بالفعل اذا اشفع باجراءات ملموسة من قبيل :
(1) افتتاح كلية للزراعة بالحوض الشرقي
(2) معهد لتعليم العلوم الشرعية بالنعمة ومحظرة نموذجية بلعيون
(3) وحدة لمعالجة الحروق والكسور بالحوض الغربي
(4) البدء في هيكلة الأحياء السكنية بالنعمة وتمبدغه ولعيون وجكني
(5) تدشين مراكز للحماية المدنية بالحوضين ولعصابه
(6) افتتاح مركز صحي نموذجي علي الحدود الموريتانية المالية
(7) استعاب 1200 من أبناء المنطقة الشرقية عبر المؤسسة العسكرية من خلال فتح اكتتاب خاص في المناطق الشرقية بغية امتصاص البطالة، وتعزيز نفاذ شباب الريف الموريتاني إلي الجهاز العسكري والأمني باعتباره البوابة الوحيدة المتاحة لهم من أجل الدخول في الوظيفة العمومية بفعل عائق الأمية.
(8) افتتاح مركز لتسيير المراعي ومكافحة الحرائق في منطقة اعوينات أزبل، لمواجهة الحرائق التي تندلع سنويا، ورصد الحالة العامة للمراعي، بغية تعزيز الوعي المبكر بمخاطر الجفاف والأمراض المتنقلة بين الماشية.
(9) بناء محطة اذاعية واحدة قادرة علي تغطية المنطقة الشرقية، مع تعزيز الاهتمام بالجانب التنموي والتوعوي فيها، بدل المحطات المتناثرة حاليا، والتي لايلتقطها غير الجالسين فيها أو بواب المنزل الخصوصي الذي تبث منه.
(10) اطلاق بطولة رياضية مدرسية جهوية تعزز الوعي بالرياضة، وتجسر الهوة القائمة بين سكان المدن والقري، والدفع باتجاه تكوين أندية رياضية نشطة.
زهرة شنقيط