يشكل الفوز ببلدية "نواذيبو" أبرز حلم يخطط له قادة العملية السياسية فى الشمال، وسط صراع تقليدى متجدد بين عمدة نواذيبو السابق " القاسم ولد بلالى" الطامح لفترة جديدة على رأس المجلس البلدى، ورجل المنطقة القوى الشيخ ولد بايه، المصر على تمرير مرشح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم "سيداتى بلال جولى".
ويعتبر القاسم ولد بلالى بأنه الأحق بالبلدية، وأن اختياره غيره 2013 كانت نتائجه وخيمة، حيث أحيل العمدة للسجن، وعطل مجمل المصالح البلدية لأكثر من سنتين، محملا خصومه بأنهم استعملوا كل الأسلحة المباحة وغير المباحة من أجل لجم طموحه، ومنعه من الفوز بمقعد العمدة فى انتخابات نوفمبر.
غير أن تحالف القوى الفاعلة فى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بنواذيبو، يعتقد أن البلدية المركزية يجب أن تظل ضمن مجالس الحزب المحسوبة عليه، وأن عهد التأميم ولى إلى غير رجعة، وأن خيارات الحزب نافذة مهما كان حجم التحدى والضغط، لذلك تم الدفع برجل صامت وخلوق هو "سيداتى ولد بلال جولى" إلى الواجهة بشكل مفاجئ من طرف التحالف الممسك بزمام الأمور فى الحزب الحاكم، لقيادة المرحلة القادمة.
ويتولى "سيداتى ولد بلال جولى" تسيير مؤسسات تجارية عاملة فى مجال الصيد منذ 20 سنة، وهو أحد المقربين من رجل المدينة النافذ الشيخ ولد بايه، ورئيس الحزب الحاكم سيدى محمد ولد محم، ويحظى بمباركة من التحالف الممسك بالحزب فى الولاية بقيادة فدرالية الحزب مريم بنت دحود.
ورغم ترشح أكثر من شخص لمنصب عمدة نواذيبو ، إلا أن الجميع يدرك أن الشوط الثانى سيكون بين مرشح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم "سيداتى ولد بلال جولى" ومرشح حزب الكرامة "القاسم ولد بلالى" ، وأن العملية لن تكون سهلة، والصراع بين أنصار الطرفين سيكون عنوان المرحلة المقبلة..
فهل يعيد ولد بايه روفاقه تجربة 2013 ؟ أم سينجو القاسم ولد بلالى من مقصلة الإقصاء هذه المرة؟