قال القيادى البعثى محمد يحظيه ولد ابريد الليل إن الشيخ ماء العينين "فرض نفسه كقائد بلا منازع على هذا الفضاء الصحراوي، باسطا نفوذه من الداخلة إلى تينبكتو ومن اندر إلى كليميم. لم يوجد منذ 1062، أي منذ ظهور يوسف بنتاشفين، من حصل على هذه الهالة من النفوذ والاعتبار على هذه المفازات الشاسعة الجافة".
واعتبر ولد أبريد الليل فى مقال نشره بموقع مراسلون أن مجمل القبائل كانت تدين له ولبت دعوته، وإذا كان البعض قد قاطع مؤتمر "اصماره" فلأن جهاد الفرنسيين وإصلاح حال قومه باقليم أزواد قد شغله ( عابدين ولد الشيخ سيدى المختار الذى قاطع مؤتمر أصماره من بين الشيوخ المعاصرين للرجل).
وقال ولد ابريد الليل إن مؤتمر "اصماره" 1907 حضرته الشخصيات التالية :: أمير الحوض، أعل ولد أمحيميد، أمير إدوعيش، عثمان ولد بكار، أمير لبراكنه، أحمد ولد سيد أعلي، الأخوان : أحمد ولد الديد وسيدي ولد سيدي، أمير آدرار الشاب، سيد أحمد وأحمد ولد عيده.
ورؤساء القبائل المعروفة تقليديا بأهل السلاح كانوا يُعَدُّون بالعشرات. على سبيل المثال لا الحصر: سيد أحمد ولد هيبه رئيس أولاد أعلي بن عبد الله (كركل)، المختار ولد أحمد رئيس إدوعيش (لعصابة)، الكوري ولد امبارك وأحمد سالم ولد المختارأَمُّ وأعلي سالم من أولاد دمان، زعامات أولاد عمني وأولاد آكشار، سيد أحمد ولد مكيه، ووفد كبير من أولاد غيلان، رؤساء عديدون من إديشلي على تنوعهم، محمد ولد أعلي ولد أحمد رئيس أولاد الـلَّبْ، اصنيب ولد ببكر رئيس أولاد أحمد، وفد من لِعْلِبْ، وغيرهم وغيرهم.
وأضاف " لكن يجب أن لا نخطئ بأن نقول: لم يكن هناك إلا رجال الحرب.! فالواقع أن أصحاب الكتب والمعرفة تدافعوا بالمئات. وعلى سبيل المثال: الشيخ أحمد ولد الشيخ المهدي وقومه من تنواجيو، الشيخ سيد المختار ولد الشيخ القاضي ووفده من اجـيـجـبـه، عبد الرحمن ولد متالي وعلماء وقضاة كثر من تندغه، "تاشمشت إكيدي" وعلى رأسهم الشيخ سيديا ولد الشيخ أحمدو ولد اسليمان، وسيديا ولد قطرب، محمد المختار ولد حامد ووفد "كـنـتـه" الذين يجمعون تقليديا بين السلاح والكتب، محمد محمود ولد سيد المختار رئيس أهل سيد محمود وجماعته وبأيديهم البنادق والأقلام، وسادة المعرفة تجكانت يتقدمهم أولاد ما يابى وأولاد البيضاوي".
وتابع قائلا حضر وفود أخرى ك " إديبسات وعلى رأسهم الشيخ الغزواني ومحمد المختار ولد أحمد زيدان ومحمد ولد الطالب ولد الخليل، ووفد اسماسيد على رأسه سيديا ولد سيدي باب، وأهل باركلل وعلى رأسهم محمد ولد عبد العزيز ولد الشيخ محمد المامي، وكان عبد الدائم من بين ممثلي تاكاط، وكان عبد الرحمن ولد عبد الودود والدادَّه من بين وفد أهل الحاج، وكان محمد بيب ولد عبد الرحمن على رأس مسومه، ومحمد أحيد ولد محم على رأس تركز، ومحفوظ ولد بداه على رأس "إدكـجـمـل"والطالب أعمر ولد مكيٌ على رأس لمتونه. أما حراس الشعر العربي إدابلحسن، فكانوا عديدين ومن بينهم: أبناء أحمذي ومحمدو ولد الفالي وأحمد ولد مكني وآخرين.
وكذلك حضر ممثلو أشراف تيشيت وولاته والنعمة، كما حضر وفد من إدوعلي برئاسة محمد أحيد ولد الحاج إبراهيم و آخرون من أهل اتفغ الخطاط ومدلش وإديقب وأولاد أبيري من بطون مختلفة.
أما الأقلال وأهل الساحل (الرقيبات، وأولاد أدليم، و أولاد بالسباع، و العروصيين، و أولاد تيدرارين، وتكنه) فيصعب ذكر أسمائهم لكثرة عددهم".
وعرج ولد أبريد الليل على منطقة أترارزه قائلا " هناك قبائل لم يخطر ببال أحد أن بإمكانهم مساندة حركة مسلحة تحمسوا للمقاومة المسلحة وأشعارهم الملتهبة ما زالت تشهد على ذلك الموقف النبيل، بل أكثر من ذلك فإنهم حملوا السلاح بشجاعة. من الأمثلة الشهيرة المعركة التي خاضها أهل متالي ضد رتل العقيد "كورو" قرب "يغرف" حوالي مائة كلومتر شمال أكجوجت حيث نزحوا من أرضهم الأصلية انواكشوط عندما احتلها كبلاني مبكرا".
وختم استعراضه للمشاركين بالقول " إذا كان الرجل الذي قضى حياته في المقاومة عابدين ول الشيخ سيد المختار الكنتي، لم يحضر فإن ذلك مرده إلى كون الدفاع عن أرضه أزواد قد احتكر وقته".
وختم بالقول "
هذا التراث المعنوي، هذا الإرث غير المادي للمقاومة المجيدة الذي تركه الشيخ ماء العينين والشهداء الذين سبقوه ورافقوه وعقبوه وجميع المقاومين الذين قضوا نحبهم الآن جميعا هو من مصادر الفخر القليلة المتاحة للأجيال الحالية والقادمة.
إن الأبنية والإنجازات المادية تنتهي بالزوال. حتى أبو الهول فإنه فقد قطعة من شكله الأصلي. ما هو حال قلعة نينوى التي ترجع إلى النمرود، في العهود التاريخية القديمة؟ حالها كان سيئا قبل أربعين سنة. ما ترك منها قصف الغربيين؟
ليس هناك في البقاء والخلود ما يضاهي المجد، لأنه لا يشيد باللبنات والحجارة والحديد.
مقر المجد هو في قلوب وأذهان الرجال. إنه لا يتحطم. نسيان الذات وحده، قبل النسيان العادي هو الذي يدمره. قرن من السيطرة والصمت المطبق ما زال يهدد مكانة المقاومة.
مهمة رجال اليوم الذين هم ورثتها والمستفيدون منها هي الحفاظ على هذا المشعل الذي يضيئنا عندما يكون كل شيء مظلما".
(*) المقال حمل عنوان : ذكرى غَزِّي الأركابْ: لنحافظ على المشعل