وزارة التهذيب تبحث عن كبش فداء لأبرز فضائحها

بدأت أوساط نافذة في وزارة التهذيب البحث عن كبش فداء لأبرز فضائحها خلال الموسم الحالي، بعد أن باتت اغلب المدارس العمومية داخل البلد خالية من الكتاب المدرسي الذي تحول إلي سلعة رائجة في الأسواق الشعبية، وسط تجاهل تام من المعهد التربوي والوزارة الوصية.

 

الأزمة التي بدأت مارس 2014، ظلت تتفاقم إلي نجحت أوساط المافيا المستفيدة من الواقع الحالي في فرض سلطتها علي الدولة، وأخذ الكتاب الذي كانت تدفع عنه رسوم شكلية 100 أوقية، إلي تجارة تدر علي أصحابها مبالغ خيالية بعد أن وصل سعر الكتاب إلي ثلاثة آلاف أوقية.

 

وتقول التقارير الأولية إن المعهد التربوي بدأ حملته الروتينية لجمع بعض كتبه من السوق المركزية، مما أدي إلي وضع اليد علي 20 ألف كتاب دفعة واحدة ( أي مايساوي 60 مليون أوقية)، مما يكشف حجم الفضيحة التي يعتبر المعهد والإدارات الجهوية أبرز رموزها بحكم المسؤولية الأخلاقية عن توزيع الكتاب وحفظه وتوصيله إلي الجهات المعنية به.

 

كما أن المضحك أن الكتاب الذي وزعت منه آلاف النسخ، تم رصد ميزانية لنقله، بينما تشير التقارير الأولية إلي أن اغلبية الكتب استقر بها المطاف في السوق المركزي بنواكشوط، مما يضع المعهد والوزارة أمام امتحان آخر هو .. أين اختفت ميزانية نقل الكتب؟ ولماذا لم تنقل الكتب بالفعل إلي مستحقيها؟ وكيف تساقطت في الشوارع الرئيسية بهذه الحجم الكبير؟

 

ولعل الفضيحة الأخلاقية للقائمين علي توزيع الكتاب المدرسي وحفظه تتطلب مايلي :

(1)

 اقالة مدير المعهد التربوي واعادة بعث الروح فيه بحكم أنه المسؤول الأول أخلاقيا عن انتاج الكتاب وتوزيعه داخل البلاد، واعادة احياء الأكشاك المدرسية بشكل مضبوط

(2)

 اقالة المدراء الجهويين بحكم المسؤولية الأخلاقية عن توفير الكتاب للمدرسين والمحافظة عليها

(3)

 اعادة النظر في المفتشين، بحكم أن تقاريرهم خالية من أي ملاحظة بشأن الكتب المدرسية

(4)

 توجيه المفتشية العامة للدولة لبعض المراكز الحساسة في وزارة التهذيب من أجل ضبط الأمور، واكتشاف الخلل الذي يؤدي كل مرة إلي اجهاض كل القرارات المتخذة لصالح تطوير التعليم.

(5)

 توفير الكتب المدرسية بشكل مستعجل للتلاميذ من أجل سد النقص الحاصل

(6)

المحافظة مستقبلا عليها من خلال الزام المعلمين بمراقبة وضعية الكتب داخل المدارس

(7)

محاكمة الضالعين في الفضيحة الحالية والكشف عن خيوط العملية بشكل دقيق للرأي العام

(8)

تنبيه الوزير علي ضعف أدائه، والزامه بمراعاة كل جوانب القطاع، بدل الانشغال بترتيب بيته الداخلي، والوفاء بالتزامات الحملة الانتخابية بسيلبابي.