تعيش الساحة السياسية المعارضة بموريتانيا على وقع مخاض عسير من أجل فرز مرشح محتمل للانتخابات الرئاسية لمنازلة المرشح الممكن طرحه من قبل الأغلبية الداعمة للرئيس أو أبرز كتلها على الأصح حزب الاتحاد من أجل الجهورية الحاكم.
ويطرح قادة المنتدى الوطنى للديمقراطية والوحدة ملف التناوب السلمى على السلطة 2019 على أجندة المرحلة الحالية، ويدرسون بشكل جدى إمكانية طرح مرشح مشترك لفرض التغيير بموريتانيا.
وقد أحيل الملف إلى لجنة مشتركة من كبار الفاعلين بالمنتدى بقيادة رئيس حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض محمد محمود ولد سيدى، بينما تجرى بعض الشخصيات المقربة من المعارضة اتصالات مكثفة من أجل فرز مرشح مقنع للساحة السياسية المعارضة مهما كان دوره فى المرحلة الصعبة من تاريخها المعاصر.
ومع خروج الزعيم مسعود ولد بلخير والرئيس أحمد ولد داداه والأستاذ محمد جميل ولد منصور حلبة التداول بفعل عامل السن أو الخروج من دائرة صنع القرار، تطرح عدة أسماء جديدة قابلة للتداول بحكم رمزيتها داخل المعارضة الموريتانية وتضحياتها السابقة، مع خروج آراء يفضل أصحابها البحث عن مرشح من خارج الأحزاب السياسية المعارضة فى اعتراف صريح بالعجز عن إقناع الحلفاء بأي رمز من رموز التشكلة المشكلة للمنتدى الوطنى للديمقراطية والوحدة المعارض.
ويبدو التيار الإسلامي الأكثر إلحاحا فى مسألة المرشح المشترك، بل إن البعض يرى بإمكانية ترشيح أي شخص من خارج المعارضة إذا التزم بشروط واضحة ومحددة كما يقول القيادى بحزب تواصل محمد غلام ولد الحاج الشيخ فى مقاله الأخير. بينما يطرح بعض رموز اليسار تلميحا لاتصريحا رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود كمرشح محتمل للرئاسة ، ويرى آخرون إمكانية طرح رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتانى صالح ولد حننا للتداول بحكم التجربة السياسية الطويلة والعلاقة الجيدة ببعض الدوائر الفاعلة فى المعارضة الموريتانية، والبعد الجهوى للرجل باعتبار أبرز معارض ينتمى للشرق الموريتانى فى المرحلة الحالية.
لكن بعض رموز التيار الإسلامي – وهم حزب فاعل فى المعارضة الحالية - يطرحون إمكانية اختيار مرشح من خارج الأحزاب السياسية المعارضة أو الدفع بأكثر من مرشح لإرباك النظام، والتعهد بالتصويت لمرشح التغيير فى الجولة الثانية، وهو ما قد يفسح المجال أمام ستة مرشحين محتملين من داخل المنتدى ( صالح ولد حننا / محمد ولد مولود/ أحمد سالم ولد بوحبينى/ محمد غلام ولد الحاج الشيخ/ الشيخ سيد أحمد ولد باب مين/ السامورى ولد بي).
ويعتبر حسم الخيار بشكل مبكر وحشد التمويل والدعم القبلى أبرز العوامل المطلوبة، بينما يقتل التردد والخوف من المجهول طموح الآلاف من المعارضين الراغبين فى تحقيق تغيير جدى داخل الساحة السياسية أو خوض منافسة قوية تفرض تغيير قواعد اللعبة بعد انتخابات 2019 على أقل تقدير.