اختلالات كبيرة فى التقطيع الإداري بموريتانيا (أرقام)

أظهر قرار الحكومة الموريتانية القاضى باعتماد تقطيع إدارى جزئى اليوم الخميس 25 يناير 2018 حجم الخلل البنيوى فى تفكير الأنظمة المتعاقبة على موريتانيا، والغبن الذى تتعرض له مناطق واسعة من البلد.

 

وتحظى المناطق التى ينتمى إليها الرؤساء والوزراء الأول وقادة الأركان بحظوة، بينما يكتفى جمهور "الرعاع" بالتصويت فى الانتخابات، وتسيير المشترك من الوقت فى انتظار فجر عدالة تأخر بزوغه، رعم مرور 6 عقود على الرحيل الإفتراضى للمستعمر الفرنسى عن موريتانيا.

 

الحكومة أقرت اليوم إنشاء مقاطعة جديدة فى "بالنشاب" بولاية إينشيرى، تتمتع المنطقة بوضع استثنائى، حيث باتت الولاية تحظى بمقاطعتين، بعد أن أكتسبت صفة الولاية ولما يتجاوز سكانها 11 ألف نسمة .

 

وتضم إينشيرى عدة قرى صغيرة ك "الكارح" و"اللويبده" و"لجواد" و"بورجيمات" و"تابرنكوت" و"دمان" و"العصماء".

 

غير أن الحظوة التى تتمتع بها إينيشرى تبدو مستفزة للعديد من المناطق الأخرى،المجمدة على وضعية الاستقلال ( سنة 1960) ، خصوصا تلك الموجودة منها فى أقصى الشرق الموريتانى.

 

فمقاطعة تمبدغه التى أسست قبل استقلال الدولة الموريتانية يبلغ عدد ناخبيها فقط 27 ألف 660 ناخب، ممن يهتم بالعملية الانتخابية ويشارك فيها، ناهيك عن المساحة الجغرافية الممتدة من " بوسطيله" على الحدود مع جمهورية مالى " إلى "تيارت الواسعة" المحاذية للحدود الجزائرية فى الشمال.

 

وتقول التقارير الإدارية إن 7 آلاف من سكان إينشيرى يعيشون فى "أكجوجت"، وهو ماخولها وضعية مقاطعة، بينما يبلغ عدد المصوتين فى بلدية "حاسى أمهادى" وحدها من مقاطعة تمبدغه 7332 شخص.

 

وأكتفى "بوسطيله" بوضعية مركز إدارى رغم وضعه المميز (80 كلم جنوب تمبدغه) وقربه من الحدود المالية (7 كلم) وعدد سكانها ، حيث تجاوز عدد البالغين فيه سنة 2013 أكثر من 4500  شخص.

 

أما بلدية أطويل الواقعة فى عمق أوكار فقد تجاوز عدد سكانها 11 ألف شخص ، بينهم الآن 5633 ناخب فى آخر انتخابات ترشح لها الرئيس محمد ولد عبد العزيز ( سنة 2014).

 

وفى بلدية أم الحياظ المجاورة لها يتجاوز عدد السكان 15 ألف شخص، صوت منهم 7 آلاف فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ناهيك عن موقعها المميز (100 كلم من لعيون) و160 كلم من تمبدغه  و100 كلم من تيشيت.

 

تمييز قديم

 

وقد ظلت النظرة الحاكمة لمجمل القرارات الرئاسية بشأن التقطيع الإدارى محكومة بمحيطه وصناع القرار معه، والمنطقة التى ينحدر منها أغلب المحيطين به.

 

ففى العقد الأول من عمر الدولة الموريتانية تم منح "تيشيت" فى ولاية تكانت صفة مقاطعة، وهي منطقة لايتجاوز عدد سكانها 2028 شخص، بينما فشلت "أم آفنادش" فى الحوض الشرقى فى الحصول على وضعية مركز إدارى ، وهي التى تجاوز عدد المصوتين فيها 9 آلاف شخص، ناهيك عن غير البالغين وغير المسجلين.

 

وفى ولاية لبراكنه صادرت السلطة مركزية مركز "جونابه" لصالح مكطع لحجار، رغم وجود عدة مجالس محلية تابعة له، وتجاوز عدد المصوتين فيه ل 8371 ، ناهيك عن بلدية "واد أمور" التابعة له والتى يبلغ عدد المصوتين فيها 6853 وفق آخر إحصاء انتخابى بموريتانيا.