تواجه الحكومة الموريتانية الحالية أول امتحان جدى لها منذ القمة العربية المنعقد قبل سنتين ( يوليو 2015)، بعد أن قرر الإتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) تنظيم أول قمة له بالمغرب العربى فى نواكشوط، وأضخم اجتماع له يعقد فى القارة السمراء منذ رحيل أميراطور كرة القدم عيسى حياتو.
الرجل الأول فى الفيفا "إيفانتينو" خاطب الحكومة الموريتانية بشأن القرار الذى أتخذه الاتحاد الدولى لكرة القدم، معربا عن أمله فى أن تشكل قمة نواكشوط (18 فبراير) مناسبة لتسليط الضوء على الكرة الموريتانية والجهود المبذولة من قبل الحكومة والاتحاد المحلى لتطوير اللعبة الأكثر شعبية بالعالم، مع نقاش مجمل القضايا المطروحة فى الوقت الراهن على الاتحاد الدولى.
ويشكل انعقاد القمة فى حد ذاته رسالة بالغة الأهمية عن مستوى الثقة التى يتمتع بها الاتحاد الموريتانى ، وقدرة رئيسه أحمد ولد يحي على نسج علاقة قوية بالرجل الأول فى الفيفا، رغم أنه كان ضمن المعسكر الداعم لسلفه "جوزيف أبلاتر" أول مهتم بالكرة الموريتانية وداعم لها بشكل جدى.
كما أن انعقاد المؤتمر الذى يشارك فيه أكثر من 20 وفد من القارات الخمسة، يعتبر رسالة بالغة الأهمية للحكومة الموريتانية، المراهنة على تطوير السياحة وتسويق نفسها كواحة هادئة فى محيط معقد ومضطرب، ناهيك عن التركيز الإعلامي الذى سيصاحب القمة المنعقدة بنواكشوط من مجمل القارات الخمسة.
إجراءات تنظيمية ومالية لإنقاذ الموقف
تحتاج القمة المقرر عقدها فى قصر المؤتمرات بنواكشوط الكثير من الإجراءات الإدارية والمالية من أجل تسهيل انعقاد القمة وتوفير الأجواء الملائمة لأهم صناع القرار الكروى بالعالم، وإعطاء صورة مناسبة عن دولة لاتزال بحاجة إلى المزيد من الجهد لتقديم نفسها للعالم،وتبديد الصورة النمطية عنها فى الإعلام الغربى.
ورغم أن الاتحاد الموريتانى لكرة القدم هو الجهة الفعلية المستضيفة، لكن تظل مجمل المصالح الرسمية معنية بالملف، من خلال تسهيل إجراءات التنقل من المطار للفنادق بشكل يراعى مكانة الضيوف والتأثير الذي يحظون به، وتأمين الضيوف خلال مقامهم فى الفنادق، وترتيب اللقاءات الرسمية المحتمل عقدها مع الرئيس أو الوزير الأول أو الجهات الأخرى ذات الصلة بالملف، ومواكبة القمة إعلاميا من أجل الاستفادة من حجم الحضور الدولى، ناهيك عن الأنشطة السياحية المصاحبة للحدث.