مدرسة أبناء الشيوخ .. شاهد حي على تكريس الفرنسيين للتمييز / صور

لاتزال مدرسة " أولاد الشيوخ" بمقاطعة تمبدغه قائمة ، رغم الإهمال الذي تعانى منه مجمل مدارس الداخل. شاهدة على أحلك فترة مرت بها موريتانيا (الاستعمار الفرنسى)، وكيف تعامل الرجل الأوربى مع الواقع المؤلم بالبلد.

المدرسة التى تم بنائها 1933 ( قبل 27 سنة من الاستقلال) كانت مخصصة لتدريس أبناء الشيوخ الموالين للإدارة الفرنسية، فى رسالة بالغة الوضوح عن مدى التمييز الذى تعاملت به الحكومة الفرنسية ساعتها، وإقرارها للواقع المر الذى كانت تعيشه المناطق الصحراوية بل والقارة الإفريقية بشكل عام وتشجيعه (التمييز بين البشر).

لقد سمح المستعمر لمن يدينون له بالولاء من أبناء النخبة بالتعلم، بينما تم إقصاء الأطفال الذين ينحدرون من مجتمعات ترفض التعاون مع الإدارة الغربية، كما كان نصيب العبيد من التدريس صفر.

 

لقد ساهمت المدرسة فى تدريس بعض أبناء المنطقة، لكنها عمقت الشرح الإجتماعى بموريتانيا، وأظهرت تناقض الحضارة الغربية. ففى الوقت الذى كانت فيه دعوات الحرية والمساواة تجتاح أوربا، كان التمييز على أشده فى صحراء موريتانيا، بل إن التمييز مورس ضد بعض القبائل فى المنطقة بدعوى مقاومتها للغزو الخارجى.

 

لكن الغريب هو تجاهل وزارة الثقافة لهذه المعلمة التاريخية، والتى يجب ترميمها والحفاظ عليها لتظل شاهدة على ماجنته القوات الفرنسية من تمييز داخل البلد، وماكرسته من عنصرية وتفرقة، فى وقت تتعالى فيه أصوات ممثليها محملين أبناء الضحايا مسؤولية الوضع المتدهور بموريتانيا خلال العقود الماضية.

زهرة شنقيط : تمبدغه / الحوض الشرقى