زهرة تزور أبرز معاقل الفشل الكلوى وتستطلع واقع الضحايا / خاص

أرتفعت وتيرة ضحايا الفشل الكلوى بموريتانيا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وتحولت بعض المراكز الحيوية فى الحوض الشرقى إلى معاقل للمرض الذى يفتك بضحاياه وسط صمت مخيف، وجهود رسمية متواضعة إذا قورنت بالانتشار المتسارع للمرض وحجم الضحايا خلال الفترة الأخيرة.


 

وتقول معطيات رسمية حصلت عليها زهرة شنقيط إن أكبر المناطق المتضررة من المرض هي :

 

مقاطعة تمبدغه

مقاطعة باسكنو

مقاطعة أمرج

مقاطعة النعمة

بينما تغيب المعطيات النهائية بفعل السلوك البدوى للكثير من المصابين بالمرض، وتوجه البعض إلى مراكز أخرى فى العاصمة أو الدول المجاورة من أجل المتابعة فى مراكزها، وخصوصا السنغال والمغرب ومالى.

ويقول رئيس مركز أمراض الكلى بالمستشفى الجهوى بالنعمة الدكتور سيدى ولد حمادى فى لقاء خاص مع مندوبة لموقع زهرة شنقيط زارت المركز اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر 2017  إن الظاهرة باتت فى ازدياد مضطرد خلال الفترة الأخيرة، وإن القطاع يبذل جهودا مضنية من أجل مواجهة المرض وتقديم العلاج لضحاياه بشكل فورى، ورفع الحالات المزمنة إلى مراكز أخرى للمتابعة، وتوفير الدواء للمصابين بأمراض الضغط  أو فقر الدم ، من أجل تقليل خطر الإصابة بالفشل الكلوى لدى الكثير من رواد المركز ومراجعيه من أصحاب الحالات الصعبة فى الغالب.

افتتاح مركز لتصفية الدم بالنعمة  يونيو 2010 ساهم فى تخفيف التكاليف، لكن نقص الأجهزة بالمركز يشكل أبرز عقبة أمام العاملين فيه والمستفيدين منه  ( مندوبة موقع زهرة شنقيط)

وبحسب إحصائية أعدها المركز فقد بلغ عدد المصابين منذ 1 يناير 2012 أكثر من 133 شخص، يتعالج منهم فى الوقت الراهن 25 بنقطة التصفية التى تم تدشينها من قبل الرئيس محمد ولد عبد العزيز فى الثامن والعشرين من يونيو 2010، بينما أختفى آخرون بفعل الوفاة (أكثر من 50% من المصابين) أو التحول إلى مركز صحى آخر (العاصمة نواكشوط) أو التماثل للشفاء، خصوصا من المصابين بفشل كلوى مؤقت، ناجم عن فقر الدم أو عجز الكلى عن القيام بدورها بفعل مرض آخر.

 

أبرز الأسباب

 

ويقول رئيس المركز إن لانتشار المرض عدة أسباب لعل أهمها:

 

تلوث المياه فى بعض المناطق الريفية ، ونقص السوائل فى الجسم بفعل الجوع أو نقص الشراب، وتغيير نمط الغذاء فى المنطقة، مع وجود بعض الأمراض الناجمة عن استعمال الأدوية لتبييض البشرة، وانتشار أمراض السكرى خلال الفترة الأخيرة فى مناطق واسعة من الحوض الشرقى.

كما أن بعض ضحايا النزيف من الحوامل يتم تحويلهم مباشرة إلى المركز بفعل الفشل الكلوى المؤقت،وانتشار ضغط الدم بشكل كبير داخل صفوف السكان.

لماذا لم تتطوع وزارة الصحة بزيادة الأجهزة فى المركز المكتظ؟

ويرى الطبيب أن ضعف الوعي الصحى بالمنطقة عموما فاقم من ظاهرة أمراض الضغط والسكرى، كما أن انتشار فقر الدم بشكل كبير، خصوصا بين النساء الحوامل بات له تأثيره الملاحظ فى مجمل المراجعين للمراكز الصحية، وخصوصا تلك المختصة بأمراض الكلى فى النعمة.

ويحاول الطبيب – عبر برامج دورية فى الإذاعة الجهوية - لفت انتباه السكان إلى مخاطر المرض، والابتعاد عن استعمال الأدوية من أجل الزينة، ومراجعة المراكز الصحية أثناء فترة الحمل، والابتعاد عن شرب المياه الملوثة والمحافظة على نمط غذائى صحى.

 

 

 

 

وعن المتاح من الأجهزة فى المركز تقول مندوبة زهرة شنقيط إن الطابور طويل أمام المركز، وإن الأجهزة المستخدمة مجرد أربعة أجهزة، وهو مايربك المراجعين، ويدفع البعض إلى الانتقال من الحوض الشرقى إلى العاصمة بحثا عن خيارات أخرى، فى ظل ضعف الاهتمام بضحايا المرض.

 

النعمة : 21 نوفمبر 2017