تعيش مناطق واسعة من الشرق الموريتانى على وقع جفاف هو الأخطر منذ عقود، وسط مخاوف شعبية من نفوق الماشية وتفشى المجاعة بالعديد من المدن والقرى خلال الأشهر القليلة القادمة.
ويتوقع أغلب ملاك الثروة الحيوانية التوجه قبل نهاية العام الحالى إلى جمهورية مالى والمناطق المجاورة لها بحثا عن مراعى قادرة على استيعاب الثروة الحيوانية، فى ظل المخاوف من عدم توفير الأعلاف الجيدة وبأسعار معقولة أو مركزتها بالمدن الكبيرة من أجل فتح المجال أمام المضاربين بها من أصحاب المتاجر الكبيرة والفاعلين الإداريين.
وتشهد المدن الكبيرة والقرى الريفية حالة من الركود غير المسبوق بفعل النزوح المبكر للماشية، وغياب أي أنشطة بديلة، بعدما تراجع اهتمام الحكومة بالزراعة فى تلك المناطق، ناهيك عن غياب أي مصانع أو شركات عمومية أو خصوصية قادرة على توفير فرص عمل للعاطلين أو المعطلين من سكان المناطق الشرقية المعتمدة بالأساس على الثروة الحيوانية.
.
وتمتلك بعض المناطق ثروة مائية جيدة، وتنتظر أخرى الاستفادة من مشروع أظهر، لكن مجمل البرامج الموجهة للقطاع الزراعى، وخصوصا الخضروات شكلية ومحدودة التوزيع وغير قادرة على خلق فرص عمل فى المنطقة، رغم الحاجة إليها ووجود مناطق ملائمة لها فى عام يحتاج إلى تكاتف كل القطاعات الوزارية من أجل تخفيف أضراره المتوقعة فى مناطق الشرق بالخصوص.