عززت الحكومة الموريتانية خلال السنوات الثلاثة الماضية من تعاونها الصحي مع بعض الأطباء والمستشفيات الخارجية، بغية توفير العمليات الجراحية النادرة لمواطنيها العاجزين عن السفر إلي الخارج، وتقليل كلفة الرفع التي ناهزت 2009 ثلاثة مليارات أوقية.
وتقول المصالح الطبية إن الهدف الأول للتعاون هو توفير الاستشارة الطبية والعمليات الجراحية للآلاف من الفقراء غير القادرين علي السفر، والمسجلين أسبوعيا علي قوائم الانتظار لدي الوزارة الوصية، والكشف المبكر عن بعض الحالات المستعصية، خصوصا بعد توفير الحكومة لكافة الأجهزة الطبية المستعملة في المجال بثلاث مستشفيات رئيسية.
وقد تعزز التعاون الصحي خلال السنوات الثلاثة الأخيرة مع بعض دور الاتحاد الأوربي وآسيا، ذات المكانة العريقة، حيث زارت البلاد لأول مرة نخبة فرنسية متخصصة يقودها أحد الجراحين الذين عالجوا الرئيس ابان حادثة أطويل، لاجراء عمليات جراحية لبعض الأورام الخبيثة، وتصحيح بعض الأخطاء الطبية سواء تعلق الأمر بعمليات اجريت في موريتانيا أو أخري تم اجرائها في تونس والمغرب.
الجراح الفرنسي الذي اختير له مستشفي الشيخ زايد من أجل استقبال منتظريه، تعهد بزيارة سنوية حدد لها فبراير من كل سنة، كما طلب توفير بعض الأجهزة الدقيقة، والتي تقول مصادر زهرة شنقيط إن الرئيس أمر بتوفيرها، وقد تم تقديم طلب بها من طرف لجنة الصفقات العمومية كما هو منشور علي موقعها منذ شهور.
تركيا وتونس تعاون مستمر
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن المستشفيات التركية والتونسية الأكثر تعاونا مع موريتانيا، حيث تجري بعثة تركية كل سنة عمليات قسطرة وأخري جراحية للمرضي الموريتانيين بمركز الشيخ زايد في نواكشوط، بفعل تعطل غرفة الجراحة بالمستشفي الوطني جراء الترميم الذي يخضع له منذ سنتين دون أن يتمكن المقاول من انهاء الأشغال القائمة فيه.
كما اجرت عدة بعثات تونسية عمليات مشابهة في المركز ذاته، عوضت العاجزين عن الذهاب إليها بفعل تكلفة الرفع المرتفعة، كما منحت الأطباء الموريتانيين تجربة كبيرة في بعض المجالات المعقدة.
ولعل الأبرز هو زيارة الطبيب أسويسري إلي موريتانيا قبل أشهر، حيث باشر من نخبة من الأطباء المتخصصين في جراحة الأنف والحنجرة اجراء عمليات معقدة كانت تنتظره منذ بداية التواصل معه، بل وقام بالتكفل بحالة طفل صغير يعاني من وضعية صعبه، حيث أخذه إلي أسويسرا بموافقة ذويه للعلاج علي حساب منظمة غربية ينشط فيها.
انقاذ أصحاب الأمراض المزمنة
غير أن أبرز أوجه التعاون التي استفاد منها فقراء العاصمة نواكشوط كانت وحدة التصفية المخصصة للمصابين بالفشل الكلوي بموريتانيا، والممولة من طرف التعاون الياباني.
الوحدة التي استقدمت عشرة أجهزة من أرقي المعمول بها حاليا تعتبر الوحيدة التي اشترط مانحوها تجهيز مقر يتناسب مع النظم الأوربية للمضي قدما في المشروع، وهو ماتم حيث قام المستشفي ببناء وحدة خاصة لتصفيات الكلي باتت الاستثناء الوحيد من برنامج التعاقد الذي ابرمته الدولة مع أحد الخصوصيين، وقد وصلت الوحدة طاقتها النهائية بحكم اقبال المرضي عليها، مستفيدين من مجانية العلاج الذي تقدمه الدولة لأصحاب الأمراض المزمنة منذ فترة.
وتقول المصالح الطبية بنواكشوط إن التعاون القائم بين المستشفيات الصحية الموريتانية ونظيراتها في العالم، كانت له انعكاسات إيجابية علي حياة الناس، وخفف من آلام الكثير من فقراء البلد الذين عانوا من المرض في ظل عجزهم عن دفع تكاليف العلاج، كما خفف من التكلفة المالية للرفع السنوي للمرضي إلي دول الجوار الإفريقي، وخصوصا تونس المغرب والسنغال.
وترتبط المستشفيات الموريتانية بعلاقات منوعة مع عدد من المصالح الطبية بتونس وقطر والإمارات وتركيا وفرنسا والصين واليابان، غير أن تفعيل هذا التعاون والاستفادة منه ماتزال بحاجة إلي الكثير من الجهود، في ظل واقع صعب يعيشه الآلاف بموريتانيا.
خاص - زهرة شنقيط