يعيش الآلاف بالحوضين مرحلة بالغة الصعوبة بفعل اقتراب نهاية "شهر الخير" (أغشت) دون تسجيل أي ملمح من ملامح الخريف فى المنطقة المتخمة بالثروة الحيوانية والأمية والبعد من دوائر صنع القرار.
وتعيش الماشية فى المنطقة الواقعة بين " النعمة" شرقا، و"لعيون" غربا أسوء فترة زمنية منذ نهاية 2003 بفعل تسجيل أدنى منسوب للأمطار بالمنطقة، وعجز المنمين عن حسم الخيارات المتاحة بفعل الجفاف المخيم على المنطقة والأمل بفصل خريف ينهى آلام الصيف الثقيلة.
ويقول مندوب لموقع زهرة شنقيط زار المنطقة خلال الأيام الماضية إن المنطقة لاتزال تعيش على وقع صيف حار، حيث تتجاوز درجة الحرارة فى بعض المناطق 47 درجة، مع هبوب رياح قوية محملة بالأتربة، وإقبال كثيف للماشية على نقاط المياه – وهي قليلة- بفعل أجواء الصيف، واعتماد الماشية على بقايا الغطاء النباتى الذى أضرت به تساقطات مطرية خفيفة شهدتها المنطقة فى الربع الأول من شهر يوليو 2017.
وأضطر العديد من سكان المنطقة إلى الهجرة شمالا بحثا عن الكلأ، بعد الأنباء التى تم تداولها حول وجود شريط نباتىفى المنطقة الواقعة بين " أبير الصكه" و"دق مايحي" ، مع توفر المياه فى المنطقة بفعل الآبار التقليدية، رغم الحد منها بقرار من وزارة المياه خلال فترة الوزير ابراهيم ولد محمد المختار ، وتسيير القطاع بنفس العقلية رغم إقالة الوزير.
وتراجعت أسعار الماشية خلال الأيام الأخيرة فى سوق "أم الحياظ " الأسبوعى، بعدما سجلت انتعاشة كبيرة منتصف يوليو 2017 ، وخصوصا الأبقار التى يعيش ملاكها أصعب مراحلهم بفعل ضغط الجفاف وغياب الأعلاف الضرورية فى مثل هذه الفترة، بعدما باتت الملاذ الوحيد أمام صغار البقر (لعجول)، ناهيك عن المخاوف من استمرار الأزمة وغياب أي حلول رسمية للمشكل الذى بات شبحه أبرز منغص للعيشة بمنطقة "أوكار" والمناطق الحضرية المجاورة لها خلال الأسابيع الأخيرة.
وتغيب الجهات المختصة فى وزارة البيطرة والداخلية عن المشهد بشكل كبير، وتتسع الفجوة بين "الدولة" ومواطنيها، كلما أشتدت وطأة الجفاف بالمنطقة، فقد طوى السكان ملف الاستفتاء على الدستور، وأنشغل الجميع بتدبير أحوال الماشية، وبحث الخيارات المتاحة فى ظل ترقب حذر للمجهول.
وقد أرتفعت أسعار المتوفر من الأعلاف بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة ، بينما خفت حركة الشراء المعتادة للأغراض المنزلية والكماليات فى أوساط الريف بفعل تراجع القوة الشرائية والقلق الذى يجتاح المنطقة بفعل شبح الجفاف المخيف.
وتبدو الصورة مغايرة فى المنطقة الواقعة بين "لعيون" و"كيفه" ، حيث تميل الأرض للاخضرار، وتحاول المناظر المحاذية للأمل جلب الطمأنينة لزوار الحوض، بفعل المياه المتناثرة على طريق الأمل، والغطاء النباتى الذى غزت تباشيره أودية المنطقة وسهولها خلال الأسابيع الأخيرة.