قالت مصادر ثقة لموقع زهرة شنقيط إن أبرز مكسب خرج به الرئيس محمد ولد عبد العزيز من الحملة المحضرة للإستفتاء الدستورى ، بعد نجاح مشروعه المقدم للشعب، هو احتواء الخلافات الداخلية فى محيطه العائلىى بعد 9 سنوات من الانقسام الحاد والتجاذب بينه وبين أبناء عمومته.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن تصدر أبناء عم الرئيس للمشهد السياسى المعارض خلال العشرية الأخيرة ( العقيد اعل ولد محمد فال – عليه رحمة الله- ورجل الأعمال المقيم فى الخارج محمد ولد بوعماتو، والشيخ المشاكس فى نظر السلطة محمد ولد غده، ورجل الأعمال المتمرد على قرارات الحكومة أحمد باب ولد أعزيزى) كلها عوامل دفعت باتجاه تعقيد الوضعية الداخلية لمحيط الرئيس، ودفعت العديد من رموز القبيلة إلى اتخاذ خيارات مناوئة له، بل والانخراط المباشر فى دعم الأجندة السياسية المطالبة برحيله عن السلطة.
غير أن الرحيل المفاجئ للرئيس العقيد اعل ولد محمد فال قبل أشهر، غير من قواعد اللعبة الداخلية ودفع بالبعض إلى تجاوز الخلافات القائمة منذ فترة، والتى فشلت كل المساعى المبذولة سابقا لاحتوائها.
وقد أسفر الحراك الأخير عن تشكيل مجلس داعم للرئيس بقيادة أبرز رفاق العقيد الراحل العقيد اعل ولد محمد فال ورئيس اتحادية المخابز سابقا.أحمد باب ولد أعلي (بابيه)، وهو المجلس الذى شكل حملة موازية للحملة الحكومية المعلنة فى أحد المنازل المملوكة لأحد أبناء المجموعة القبلية بنواكشوط، ومنه أنطلقت وفود الحملة إلى "أنيور" و"آدرار" وتمت إدارة العملية بنواكشوط بشكل كبير وغير معلن من خلاله.
بل إن بعض المناطق التى يدار مجلسها المحلى من أحد أقارب رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو كانت فيها الحملة كانت أكثر من نشطة (بالنشابكما أن بعض المتهمين بمعارضة الرئيس التحقوا بالحملة فى أيامها الأخيرة كما فعل رئيس مجلس الشيوخ محسن ولد الحاج قبل يومين من إغلاق الحملة بروصو.
وتتحدث أوساط ثقة لموقع زهرة شنقيط عن تحرك المحيط القريب لبعض رموز المعارضة إلى جانب الرئيس رغم ثباتهم فى المعسكر الآخر طيلة فترة الحملة، كما هو الحال بالنسبة لرئيس المجموعة الحضرية السابق أحمد ولد حمزة والذى يحسب بعض المحيطين به الآن على معسكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
وقد ظهر الرئيس خلال الفترة الأخيرة وهو مرتاح فى الحملة، ويقول بعض معاونيه والعارفين بكواليس الأمور إن ترتيب البيت الداخلى ودعم الجيش هما سر التحول الذى ظهر به الرئيس فى أكثر من مهرجان خلال الحملة الأخيرة، وإن المشهد الداخلى قد يتغير وفق ميزاج الرئيس ونظرته للأمور.