المعارضة الديمقراطية: الإستفتاء كان مصادرة لإرادة الشعب

أصدرت تنسيقية المعارضة الديمقراطية اليوم بيانا شديد اللهجة نددت فيه بما سمته "مصادرة إرادة الشعب عبر عملية قرصنة لم تشهد البلاد مثلها في أي حقبة من تاريخها، حيث إنها بدأت بانتهاك صريح للدستور، وأستمرت خلال الحملة التي استخدم فيها كل الأساليب والآليات الموغلة في التعدي على القوانين والنظم والأخلاق" ، لتنتهي باقتراع "شابه تواطؤ اللجنة المستقلة للإنتخابات، مع غياب تام لأي مراقب مستقل"، حسب نص البيان.

وأضاف البيان الذي توصلت زهرة شنقيط بنسخة منه، أن هذا الإستفتاء كان "إنقلابا جديدا على الشرعية، حيث ضرب عرض الحائط بالنص الدستوري الصريح، حيث أنه كان تغليبا لأهواء الحكم الفردي ضد المؤسسات الدستورية وإدارة الشعب"، حسب ما ورد في البيان كما أضاف البيان أن الحملة على الإستفتاء الدستوري، شملت عدة خروقات وتجاوزات لم يشهد تاريخ الدولة الموريتانية لها نظير، حيث "تم إقحام الولاة والحكام وغيرهم من أعوان الإدارة، وهم من يفترض أن يكونوا حياديين، فضلا عن التوظيف المفرط وغير المشروع لأموال الدولة ووسائلها في خدمة مشروع السلطة، وكذلك تجيش الوزارات والإدارات والمؤسسات العمومية ومؤسسات الجيش والأمن، واستخدام مختلف أنواع الضغوط على موظفي الدولة، حسب نص البيان.

وقد أضاف البيان أن عملية الاقتراع التي جرت يوم أمس طبعها تلاعب بالمكاتب، حيث "شهدت عملية التصويت مقاطعة لم بسبق لها نظير في كافة انحاء البلاد، وسجلها كل المراقبين، ووثقها الصحافة والمدونين، وأجمعت عليها عناوين كل الصحف والمواقع الإخبارية الوطنية، مما يعبر عن النتيجة الحقيقية للاقتراع، ويجرد الأرقام والنسب التي قد تعلنها السلطة ولجنتها الانتخابية من أي نوع من المصداقية والجدية.

وأضاف بيان التنسيقية أنه لتعويض عزوف المواطنين شبه التام، قامت السلطة بعمليات تزوير داخل مكاتب الاقتراع، وهو ما تصدقه قرائن " استبدال العديد من رؤساء المكاتب غير المتعاونين، بآخرين مقترحين من أصحاي المبادرات الداعمة للمهزلة، كما تم استبعاد المراقبين المحايدين ومصادرة كل أدوات التصوير والتسجيل، مما دل على أن السطلة لديها ما تخفيه عن الأنظار، ما يكدب ما تدعيه حول شفافية الاقتراع"، وفق تعبير البيان.

وقال تنسقية المعارضة أنهم إعتبروا أن الشعب الموريتاني قد افشل الاستفتاء المسرحي على الدستور، وذلك من خلال مقاطعته للاقتراع على عموم التراب الوطني، ورفضه للمشاركة في هذه المهزلة، وفق ما ورد في البيان. وحيت تنسقية المعارضة خلال البيان كل القوى الوطنية وأحزاب وشيوخ ومنظمات مدنية وشباب وكل من ساهم في صنع هذا الانتصار، ودعت الجميع إلى التكاتف وتوحيد الجهود من أجل إحداث تغيير ديمقراطي حقيقي في البلاد، وفق ما جاء في البيان.