هل سيحضر الرئيس مهرجان شنقيط؟

أثار تجاهل وزيرة الثقافة فاطم فال بنت أصوينع للأنباء المتداولة بشأن امكانية غياب الرئيس عن مهرجان شنقيط الكثير من الغموض بشأن  مشاركته أو غيابه عن النسخة الحالية، وسط معلومات متضاربة بشأن الشخصية الأولي التي ستتولي افتتاح مهرجان المدن القديمة لهذا العام.

 

الرئيس الذي دشن ثلاثة مهرجانات متتالية (شنقيط – تيشيت – ولاته) معني أكثر من غيره بالغياب عن النسخة الحالية لمعرفة مدي استمرارية الفكرة التي أطلقها، ومدي قدرة معاونيه علي تسيير البرامج الكبيرة التي شهدتها المأمورية الأولي – كما يقول بعض أنصاره-، ليتدارك النقص الحاصل ويتمكن من تقويم الخلل قبل نهاية المأمورية الثانية، ويعطي لمنتقديه ردا عمليا على اتهامه المتكرر بمركزة الأمور كافة بين يديه، حتي الرقص علي رمال المدن القديمة في نهاية عام مثقل بالمتاعب والهموم.

 

كما أن الوضعية الصعبة التي تمر بها البلاد بفعل الاحتقان الناجم عن محاكمة بعض الحقوقيين في روصو، وتصعيد الاتحاد الأوربي المفاجئ، والحراك العسكري الذي يميز القارة الإفريقية بمباركة أوربية، وأزمة الصيد العالقة منذ شهرين،والتغييرات الأمنية والعسكرية المرتقبة، والفساد الذي يضرب كبري المؤسسات المالية بموريتانيا، كلها أمور تدعو الرئيس للتريث في قصره، وتغيير أساليبه التقليدية، وارباك متابعيه بحركات قد تكون غير متوقعة، كالغياب عن مهرجان المدن القديمة،والعزوف عن الخلود للراحة في نهاية عام حافل بالمشاكل الداخلية، استعدادا لانطلاقة قوية في العام المقبل (2015).

 

ولعل أيام الراحة الأربعة القادمة هي أبرز لحظة يمكن للرئيس أن يمارس فيها التفكير بهدوء، وأن يستقبل فيها معاونيه من أجل ترتيب المشهد العسكري والأمني والتعليمي، والإداري، بعد أن طوي ملف القضاء اثر جلسة استمرت لبعض الوقت مع أعضاء المجلس الأعلى للقضاء قبل يوم واحد من نهاية السنة.

 

وفي انتظار استدارك الرئاسة للتأكيد علي حضور الرئيس بعد أن تناسته الوزيرة أو غاب عنها، أو تأكيد الغياب بانطلاقة النشاط دون حضوره، تظل الأمور مرشحه لأكثر من احتمال، ويظل غيابه أكثر فائدة لرئيس محاصر بالمشاكل، وحضوره أقل قيمة لرئيس يحاول أغلب معاونيه تحويله إلي "اعلان تجاري" يجلب العامة للأنشطة التي يقومون بها.

زهرة شنقيط