دشنت الفنانة الكبيرة المعلومة بنت الميداح الهجرة الثانية من التكتل قبل ثلاثة أشهر من تجديد مجلس الشيوخ الموريتاني، وسط توقعات بحدوث نزيف سياسي داخل الحزب المعارض.
وتأتي استقالة عضو مجلس الشيوخ عن حزب تكتل القوي الديمقراطية في ظرفي صعبة من تاريخ الحزب المهدد بالانقراض بفعل تراجع شعبيته، وخروجه من اللعبة السياسية بعد مقاطعته انتخابات نوفمبر 2013 التي افقدت الكثير من رموزه الأمل في حصول أي تغيير عبر بوابته.
ومن المتوقع أن يشهد الحزب هجرة مع بداية يناير 2015 في محاولة من بعض رموزه النافذين طرق أبواب الرئيس لخوض غمار انتخابات مجلس الشيوخ أو الحصول علي مكانة في التشكلة الداعمة لرئيس اللجمهورية محمد ولد عبد العزيز.
وكانت المعلومة بنت الميداح قد غنت للحزب وجماهيره رفضا للأجندة الأحادية، وراهنت أكثر من مرة علي فوز رئيسه بالرئاسة أكثر من مرة.
وقد تركت المعلومة للحزب ارثا فنيا كبيرا من شتم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وتمجيد نضالات الزعيم المعارض أحمد ولد داداه من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية.
وقد عانت المعلومة بنت الميداح من الحصار في الإعلامي الرسمي بفعل مواقفها المعارضة، غير أن تناثر صورها في المواقع والفيسبوك مع رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم قد يفتح لها المجال للدخول ثانية إلي التلفزة الرسمية بعد عقود من الحرمان.
وقد اشتهرت الفنانة المعلومة بنت الميداح بأغانيها المعارضة لأكثر الأنظمة السياسية قمعا بموريتانيا،و لم تك مجرد معارضة عادية أو صاحبة صوت شجي، بل كانت نجما في سماء الأغنية الملتزمة، وأحد رموز النخبة المعارضة لأنظمة القمع والفساد كافة .
كانت حملة الرئاسيات 1992 بداية عبورها القوي إلي قلوب الآلاف من الناس، وكانت أغنيتها المشهورة "حبيب الشعب" أبرز صوت تمايل عليه الحالمون بالتغيير طربا في أكثر من ساحة من سوح الوطن المثقل بهمومه.
كانت المعلومة الصوت الذي يستبق خطب زعماء المعارضة، والصوت الذي يودع الجماهير، وكانت أبرز رفيق لشباب أوقات افراغ، كما غنت للعراق وفلسطين.
ومن أبرز أغانيها الخالدة " حبيب الشعب" و"تقدم ياعراق"،و" أمعارضين".