نص خطاب رئيسة منظمة نساء الإصلاح

الأحد, 03/26/2017 - 5:37م

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله السيد زعيم المعارضة الديمقراطية السيد رئيس الحزب السيد رئيس مجلس الشورى السيده رئيسة المجلس النسائي لمنظمة نساء الاصلاح السادة أعضاء المكتب السياسي ضيوفنا الكرام من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع المدني وشخصيات مستقلة... ممثلي الصحافة المحلية والدولية مناضلي ومناضلات حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية السلام عليكم ورحمة الله نلتقي اليوم إخوتي أخواتي في افتتاح الملتقى الأول لمنظمة نساء الإصلاح تحت شعار " نحو رؤية واعية لواقع المرأة الموريتانية" وهو ملتقى يأتي في ظل وضعية سياسية خاصة.

حيث يثبت الشعب الموريتاني توقه للديمقراطية الحقيقية التي تحترم فيها الوثائق المر

جعية و تقدر فيها الهيئات التشريعية و يحترم لها اختياراتها بحرية ومسؤولية، و يؤكد فيها الشعب بكل وضوح حرصه على إرساء دعائم العدالة و الإصلاح و إحداث قطيعة نهائية مع الاستبداد و الفساد و الظلم بجميع أنواعه و مظاهره.

لقد قطع شعبنا الأبي فى سبيل ذلك أشواطا مهمة تتقدمه نخب متبصرة عزمت على وضع قطار البلد على السكة الصحيحة، وبهذا المناسبة فإنني أتقدم بالشكر إلى نواب الشعب في البرلمان الذين وقفوا باستماتة في وجه التعديلات العبثية للدستور والرموز الوطنية، فعروا زيفها وابانوا بطلانها، وأخص بالشكر والتقدير أعضاء مجلس الشيوخ المحترم الذين أجهضوا هذا المسار وأوقفوا هذه المهزلة.

كما نؤكد أننا سنقف بحزم وقوة أمام كل محاولات الانقلاب على الشعب وخياراته ومؤسساته. أيها السادة و السيدات رغم ما برهنت عليه المرأة الموريتانية من نضج و مسؤولية و مابذلته من تضحيات في سبيل الوطن من خلال دورها المحوري في المجالات المختلفة، إلا أنها كنظيراتها في العالم العربي والإفريقي وفي الاسلامي تعتبر من الطبقات الهشة في مجتمع لا يزال في طريقه نحو دولة القانون و العدل التي تحفظ لكل ذي حق حقه و تمنح الرعاية و الدعم اللازمين لمستحقهما حضورنا الكريم لقد اختارت منظمة نساء الإصلاح تنظيم هذا الملتقى الأول من نوعه تحت شعار "نحو رؤية واعية لواقع المرأة الموريتانية"، ليكون وقفة تفكيرية ناضجة تشخص بعمق واقع المرأة الموريتانية و تستجلي بوعي مختلف جوانب ذلك الواقع لرسم صورة دقيقة لمكانة المرأة في البلد و لاستشراف مستقبلها و الفرص المتاحة أمامها و كذا التحديات التي تعترض تبوءها للمكانة اللائق بها.

ونسعى من خلاله تسليط الضوء على واقع المرأة الموريتانية والتحديات التي تواجهها.. من أجل تأسيس رؤية واعية وشاملة، منضبطة بالشرع في أصوله ومنطلقاته، مدركة لواقعه ،وآفاقه و تحدياته .. نحو دور رائد للمرأة الموريتانية في بناء دولتها والتأسيس لنهضة مجتمعها ومستقبل أمتها.

ونحن إذ ندرك يقينا أن الإسلام قدر المرأة وكرمها وخولها الأهلية الكاملة للقيادة والتأثير جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، بل و تسبقه وتتقدمه في أحيان كثيرة، فإننا نرفض أي دعوة للتمييز ضدها أو استهداف أو إقصاء أو تهميش لها، ونقتنع جيدا أن أية حضارة أو نهضة لا تبنى على سواعد وأكتاف أبنائها جميعا رجالا ونساءا، هي نهضة كتب لها العجز وحكم عليها بالفشل .. ولكننا و في نفس الوقت نرفض وبقوة أي دعوة أو مطالبة لتجاوز نصوص الشرع بدعوى تحرير المرأة وحمايتها، فحرية المرأة الحقة كانت ولا زالت في التزامها بدينها .. في تمسكها بشرع ربها وفي هذا الشأن كانت الوقفة التي قامت بها منتخبات من المنظمة ضد بعض مضامين مشروع قانون النوع تعبيرا صادقا وقويا عن رفض تمييع حقوق المرأة الموريتانية وخلطها بأمور لا تتماشى مع ديننا الحنيف.

أيها السادة والسيدات يهدف هذا الملتقى إلى إكساب المشاركات فيه والمتابعات له، إدراكا للواقع أعمق بكل إشكالاته وتحدياته، السياسية والاقتصادية و الاجتماعية لأنهن المتضرر الأول من فشل هذه السياسات و فسادها وفساد القائمين عليها. وهو ما يتطلب جهدا أكبر للإصلاح وقناعة أكبر بضرورة وأهمية التغيير. نهوضا بواقع البلد عموما وواقع المرأة بالخصوص.

وأخيرا أقول بأننا في منظمة نساء الإصلاح نتخذ من الانفتاح على جميع النساء الموريتانيات منهجا، و من هنا فإنني أوجه دعوة جادة للنساء في مختلف الأطياف السياسية للتعاون من أجل النهوض بالمرأة الموريتانية ورفع الظلم عنها، وأدعوهن للاتحاد وتكاتف الجهود من أحل نيل المرأه لحقوقها كاملة. ولا أنسى هنا أن أتقدم بالشكر إلى اللجنة التحضير التي عملت بجد ومثابره وواصلت الليل بالنهار لإخراج النسخة الأولى في حلة تليق بنساء الإصلاح و في ظروف جيدة. و أسأل الله العلي القدير أن يتقبل منهن وأن يكلل أعمالهن بالنجاح وقبل أن اختم أجدد الشكر للحضور وأرجو من أخواتي المشاركات المواكبة الجيدة بالحضور الدائم لجميع الأنشطة والنقاش الجاد لجميع الاشكالات المطروحة حتى يكن بحق رسل الإصلاح وطلائع التغيير.