أين أموال ولد الطايع بموريتانيا؟

بعد مرور عشر سنوات علي رحيل الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع في انقلاب عسكري قاده الجيش بتحريض من النخبة السياسية، فشلت الأطراف المناهضة للرجل في اثبات ملكيته لقطعة أرضية واحدة بموريتانيا أو خارجها رغم ما أشيع عنه من فساد وتبذير.

 

الرجل الذي حكم البلاد لعشرين سنة كرئيس، وشارك في حكمها ثلاث سنوات أخري كرئيس للوزراء، وخدم داخل المؤسسة العسكرية أكثر من ثلاثين سنة، غادر القصر الرئاسي إلي العاصمة القطرية الدوحة مع زوجته دون أن يخلف غير بقايا ملابس مستعملة قيل إن بعض النافذين اليوم في القصر أخذوها إلي منازلهم بلكصر.

 

غير أن الغريب هو عجز النخبة العسكرية والمدنية التي حكمت البلاد بعده في عرض ولو منزل واحد كان مملوكا للرجل الفاسد في نظر الكثيرين، بينما يدرك الجميع حقيقة منازل وأموال القادة الذين حكموا موريتانيا منذ 1960 إلي الآن، وسط تفاخر في الأموال والإقطاعيات بين بعض الناهبين للبلد.

 

ويقول بعض أنصار الرجل إنه حكم البلاد بعقلية الحاكم الذي يريد السلطة، بينما تباينت اهتمامات كل الرؤساء الآخرين، وتناثرت تناثر منازلهم وسط العاصمة نواكشوط.

 

ويطرح غياب أي منزل ولد الطايع في العاصمة الكثير من الأسئلة حول مدي فساد الرجل أو حبه للمال، كما أن أصحاب تلك الدعاية يحتاجون إلي الكشف للرأي العام عما صدعوا به رؤوس العامة خلال العقود الماضية من أجل استعادة الثقة في الخطاب الذي كانوا يروجون له في كل مناسبة.

 

كما أن المعطيات التي وقعت بعد رحيله تثبت أن أغلب الفاسدين كانوا من مقربيه بالفعل، لكنهم مازالوا في فسادهم يعمهون، بغض النظر عما آلت إليه قيادة البلد.